للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن ابن عباسٍ، قال: أتَى رسولَ اللَّهِ محمودُ بنُ سَيحانَ ونُعْمانُ (١) بنُ أضَا (٢) وبَحْرِيُّ بنُ عمرٍو، وعُزيزُ (٣) بنُ أبى عُزيزٍ (٣)، وسلّامُ بنُ مِشْكمٍ، فقالوا: أخبِرْنا يا محمدُ بهذا الذي جئت (٤) به، حقٌّ من عندِ اللَّهِ ﷿؟ فإنا لا نراه مُتَنَاسِقًا كما تَناسَقُ التوراةُ. فقال لهم رسولُ اللَّهِ : "أما واللَّهِ إنكم لتعرِفون أنه من عندِ اللَّهِ، تَجِدُونه مكتوبًا عندَكم، ولو اجتَمَعَت الإنسُ والجنُّ على أن يأْتُوا بمثلِه ما جاءُوا به". فقالوا (٥) عندَ ذلك - وهم جميعًا: فِنْحاصُ، وعبدُ اللَّهِ بنُ صُورِيَا، وكنانةُ بنُ أبي الحُقيقِ، وأَشْيَعُ، وكعبُ بنُ أسدٍ (٦)، وشمويلُ (٧) بنُ زيدٍ، وجبلُ بنُ عمرٍو -: يا محمدُ، ما يُعلمك هذا إنسٌ ولا جانٌّ. فقال رسولُ اللَّهِ : "أما واللَّهِ إنكم لتَعلَمُون أنه من عندِ اللَّهِ، [وأنى رسولُ اللَّهِ] (٨)، تَجِدُونه مكتوبًا عندَكم في التوراةِ والإنجيلِ". فقالوا: يا محمدُ، إن اللَّهَ يَصْنَعُ لرسولِه إذا بعثَه ما شاء، ويَقدِرُ منه على ما أراد، فأَنْزِلْ علينا كتابًا نَفْرَؤُه ونَعْرِفُه، وإلا جئناك بمثلِ ما تأتى به. فأنزَل اللَّهُ ﷿ فيهم وفيما قالوا: ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ (٩).


(١) في النسخ: "عمر". والمثبت من سيرة ابن هشام.
(٢) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "أصان".
(٣) في ت ١، ت ٢، ف، وسيرة ابن هشام ١/ ٥٧٠: "عزير"، بالراء المهملة آخره، وغير منقوطة في ص، والمثبت موافق لما في سيرة ابن هشام ١/ ٥١٤، والروض الأنف ٤/ ٣٠٦.
(٤) في م: "جئتنا".
(٥) في النسخ: "فقال". والمثبت من سيرة ابن هشام.
(٦) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "أسيد".
(٧) في م: "سموءل".
(٨) سقط من: م.
(٩) سيرة ابن هشام ١/ ٥٧٠. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٢٠٢ إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم. وقال ابن كثير في تفسيره ٥/ ١١٥: وفى هذا نظر؛ لأن هذه السورة مكية وسياقها كله مع قريش، واليهود إنما اجتمعوا به في المدينةِ، فاللَّهُ أعلم.