للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبَرنا معمرٌ، عن قتادةَ في قولِه: ﴿أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ﴾. قال: من ذهبٍ (١).

حدَّثنا الحسنُ بنُ يحيى، قال: أخبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبَرنا الثوريُّ، عن رجلٍ، عن الحكمِ، قال: قال مجاهدٌ: كنا لا نَدْرِى ما الزخرفُ، حتى رَأيناه في قراءةِ ابن مسعودٍ: (أوْ يكونَ لك بَيْتٌ مِن ذَهَبٍ) (١).

حدَّثنا محمدُ بنُ المُثَنَّى، قال: ثنا محمدُ بنُ جعفرٍ، قال: ثنا شعبةُ، عن الحكمِ، عن مجاهدٍ، قال: لم أَدْرِ ما الزخرفُ، حتى سمِعنا في قراءةِ عبدِ اللَّهِ بن مسعودٍ: (بيتٌ مِن ذَهَبٍ) (٢).

وقولُه: ﴿أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ﴾. يعنى: أو تَصْعَدَ في دَرَجٍ إلى السماءِ. وإنما قيل: ﴿فِي السَّمَاءِ﴾. وإنما يُرْقَى إليها لا فيها؛ لأن القومَ قالوا: أو تَرْقَى في سُلَّمٍ إلى السماءِ. فأُدْخِلَتْ "في" في الكلامِ لتدُلَّ على معنى الكلامِ، يقالُ: رَقِيتُ في السُّلَّمِ، فأنا أَرْقَى رَقْيًا ورُقيًّا ورُقْيًا، كما قال الشاعرُ (٣):

أنتَ الذي (٤) كَلَّفْتَنِي رَقْيَ الدَّرَجُ … على الكَلالِ والمَشِيبِ والعَرَجْ


(١) تفسير عبد الرزاق ١/ ٣٩٠، وقراءة ابن مسعود هذه شاذة لمخالفتها رسم المصحف.
(٢) أخرجه أبو عبيد في فضائله ص ١٧٥، والبغوى في الجعديات (٢٥٤)، وأبو نعيم في الحلية ٣/ ٢٨٤، من طريق شعبة به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٠٣ إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف.
(٣) البيت في اللسان (ر ق ي) غير منسوب.
(٤) في ص، ف: "التي".