للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبدُ اللَّهِ بنُ أبى أميةَ بن المُغيرةِ بن عبدِ اللَّهِ بن عمرَ (١) بن مخزومٍ، وهو ابن عمِته، [ابن عاتكةَ ابنةِ] (٢) عبدِ المطلبِ، فقال له: يا محمدُ عرَض عليك قومُك ما عرَضُوا، فلم تَقْبَلْه منهم، ثم سألُوك لأنفسِهم أمورًا ليَعرِفُوا منزلتَك من اللَّهِ، فلم تَفعَلْ ذلك، ثم سأَلُوك أن تُعَجَّلَ ما تُخَوِّفُهم به من العذابِ، فواللَّهِ لا أُومِنُ لك أبدًا حتى تَتَّخِذَ إلى السماءِ سُلَّمًا تَرْقَى فيه وأنا أَنْظُرُ حتى تأتيَها، وتأتىَ معك بنسخةٍ منشورةٍ، معك أربعةٌ مِن الملائكةِ يشهَدُون لك أنك كما تقولُ، وايمُ اللَّهِ، لو فعَلتَ ذلك لظننتُ ألَّا أُصَدِّقَك. ثم انصرَف عن رسولِ اللَّهِ ، وانصرفَ رسولُ اللَّهِ إلى أهلِه حزينًا أَسِفًا (٣) لِمَا فاته مما كان يَطمَعُ فيه من قومِه حينَ دَعَوْه، ولِمَا رأى من مُباعدتِهم إياه، فلما قام عنهم رسولُ اللَّهِ ، قال أبو جهلٍ: يا معشرَ قريشٍ، إن محمدًا قد أَبَى إلا ما تَرَوْنَ من عيبِ دينِنا، وشتمِ آبائِنا، وتسفيهِ أحلامِنا، وسبِّ آلهتِنا، وإني أُعَاهَدُ اللَّهَ لأَجلِسنَّ له غدًا بحجرٍ قدرَ مَا أُطِيقُ حَمْلَه، فإذا سجَد في صلاتِه فضَحْتُ رأسَه به (٤).

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، قال: ثنا ابن إسحاقَ، قال: ثنى محمدُ بنُ أبي محمدٍ مولى زيدِ بن ثابتٍ، عن سعيدِ بن جبيرٍ، أو عكرمةَ مولى ابن عباسٍ، عن ابن عباسٍ بنحوِه، إلَّا أنَّه قال: وأبا سفيانَ بنَ حربٍ، والنضرَ بنَ الحارثُ أخا (٥) بني عبدِ الدارِ، وأبا البَختريِّ بنَ هشامٍ.

حدَّثني يعقوبُ بنُ إبراهيمَ، قال: ثنا هشيمٌ، عن أبي بشرٍ، عن سعيدٍ، قال:


(١) في م، ت ١، ف: "عمرو".
(٢) في م: "هو لعاتكة بنت".
(٣) في ص، م، ت ٢، ف: "أسيفا".
(٤) ذكره ابن كثير في تفسيره ٥/ ١١٥ - ١١٧ عن المصنف، وهو في سيرة ابن هشام ١/ ٢٩٥ - ٢٩٧، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٠٢ إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٥) في ص: "أما"، وفى م: "أبناء"، وفى ت ١: "ابنا"، وفى ت ٢: "أنا"، وفى ف: "أن". والمثبت من مصادر التخريج.