للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال آخرون في ذلك ما حدَّثني محمدُ بنُ المثنى، قال: ثنى محمدُ بنُ جعفر، قال: ثنا شعبةُ، عن عمرِو بن مرَّةَ، قال: سمِعتُ عبدَ الله بنَ سلِمةَ، يحدِّثُ عن صفوانَ بن عسَّالٍ، قال: قال يهوديٌّ لصاحبهِ: اذهبْ بنا إلى النبيِّ حتى نسألَه عن هذه الآيةِ: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ﴾. قال: لا تقلْ له: نبيٌّ، فإنَّه إن سمِعك صارت له أربعةُ (١) أعينٍ، قال: فسألا، فقال النبيُّ "لا تُشْرِكوا بالله شَيئًا، ولا تسْرقُوا، ولَا تَزْنُوا ولَا تَقْتُلُوا النَّفسَ التي حرَّمَ اللهُ إلَّا بالحَقِّ، ولَا تَسْحَرُوا، ولا تأْكُلوا الرِّبا، ولا تَمشُوا ببَرِئٍ إلى ذى سُلْطَانٍ ليَقْتُلَه، ولا تَقْذِفُوا مُحْصَنَةً". أو (٢) قال: "لا تَفِرُّوا مِن الزَّحْفِ" - شعبةُ الشاكُّ - "وأَنْتُم يا يَهُودُ، علَيكُم خاصَّةً، لا تَعْدُوا في السَّبْتِ". فقبَّلا يَده ورجلَه، وقالا: نشهَدُ أَنَّك نبيٌّ. قال: "فما يَمنَعُكما أنْ تُسلِمَا"؟ قالا: إن داودَ دَعا ألا يزالَ مِن ذرِّيتِه نبيٌّ، وإنا نخشَى أن تقتلَنا يهودُ (٣).


(١) كذا في النسخ وبعض مصادر التخريج، وقال المبار كفورى في تحفة الأحوذي ٣/ ٣٩٩: "هكذا وقع في النسخ الموجودة، ووقع في المشكاة: أربع أعين. بغير التاء وهو الظاهر". ثم فسره بقوله: "يعنى يسر بقولك: هذا النبي. سرورا يمد الباصرة فيزداد به نورا على نور، كذى عينين أصبح يبصر بأربع، فإن الفرح يمد الباصرة، كما أن الهم والحزن يخل بها، ولذا يقال لمن أحاطت به الهموم: أظلمت عليه الدنيا".
(٢) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "و".
(٣) أخرجه ابن أبي شيبة ١٤/ ٢٨٩، وأحمد ٣٠/ ١٢ (١٨٠٩٢)، وابن ماجه (٣٧٠٥) - مختصرا جدا - وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٢٤٦٦)، والحاكم ١/ ٩ من طريق محمد بن جعفر به، وأخرجه الطيالسى (١٢٦٠)، وأحمد ٣٠/ ٢١ (١٨٠٩٦)، والترمذى (٣١٤٤)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٢٤٦٥)، وفي الجهاد (٢٧٥)، والطحاوى في شرح المعانى ٣/ ٢١٥، وفى المشكل (٦٣، ٦٥)، والعقيلي في الضعفاء ٢/ ٢٦١، وابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٨٥١ (١٦١٦١)، وابن قانع في معجمه ١١/ ٢، والطبراني (٧٣٩٦)، وأبو نعيم في الحلية ٥/ ٩٧، والحاكم ١/ ٩، والبيهقي ٨/ ١٦٦، والخطيب في الموضح ١/ ٣٢٨، والبغوى في تفسيره ٥/ ١٣٣ من طرق عن شعبة به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٠٤ إلى سعيد بن منصور وأبي يعلى وابن المنذر وابن مردويه. وقال ابن كثير في تفسيره ٥/ ١٢٤: وهو حديث مشكل، وعبد الله بن سلمة في حفظه شيء، وقد تكلموا فيه، ولعله اشتبه عليه التسع الآيات=