للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووجَدوا إخْوتَهم أيْقاظا

وسَيْفَ غَيَّاظٍ لهم غَيَّاظا

وقولُه: ﴿وَهُمْ رُقُودٌ﴾. يقولُ: وهم نِيامٌ. والرُّقودُ: جمعُ راقدٍ، [كما الجُلوسُ] (١) جمعُ جالسٍ، والقُعودُ جمعُ قاعِدٍ. وقولُه: ﴿وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ﴾. يقولُ جلَّ ثناؤُه: ونقلِّبُ هؤلاء الفتيةَ في رقْدَتِهم مرَّةً للجنبِ الأيمنِ، ومرَّةً للجنبِ الأيْسَرِ.

كما حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ﴾: وهذا التَّقلِيبُ في رقْدَتِهم الأُولى (٢).

قال: وذُكِر لنا أن أبا عِياضٍ قال: لهم في كلِّ عامٍ تقلِيبَتانِ (٣).

حُدِّثتُ عن يزيدَ، قال: أخبَرنا سفيانُ بنُ حسينٍ، عن يَعْلَى بن مسلمٍ، عن سعيدِ بن جبيرٍ، عن ابن عباسٍ: ﴿وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ﴾. قال: لو أنهم لا يُقلَّبون لأَكَلتْهم الأرضُ (٤).

وقولُه: ﴿وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ﴾. اختلَف أهلُ التأويل في الذي عنَى الله بقولِه: ﴿وَكَلْبُهُمْ﴾؛ فقال بعضُهم: هو كلبٌ من كلابِهم كان معهم. وقد ذكَرْنا كثيرًا ممَّن قال ذلك فيما مضَى. وقال بعضُهم: كان إنسانًا (٥) مِن الناسِ


(١) في م، ت ٢: "كالجلوس".
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢١٦ إلى ابن أبي حاتم.
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢١٦ إلى ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٤) تقدم تخريجه في ص ١٨٦.
(٥) كذا في النسخ، وفى ابن كثير ٥/ ١٤١: "وقيل كان كلب طباخ الملك، وكان قد وافقهم على الدين، فصحبهم كلبه، فالله أعلم".