للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني يونسُ، قال: أخبرَنا ابنُ وهبٍ، قال: ثني أبو صخرٍ: أن عبدَ اللهِ بنِ عبدِ الرحمنِ، مولى سالمِ بنِ عبدِ اللهِ، حدَّثه قال: أرسَلنى سالمٌ إلى (١) محمدِ بنِ كعبٍ القُرَظيِّ، فقال: قل له: القَنِى عندَ زاويةِ القبرِ؛ فإنَّ لى إليكَ حاجةً. قال: فالْتَقَيا، فسَلَّم أحدُهما على الآخرِ، ثم قال سالمٌ: ما تعدُّ الباقياتِ الصالحاتِ؟ فقال: لا إلهَ إِلَّا الله، والحمدُ للهِ، وسبحانَ اللهِ، واللهُ أكبرُ، ولا حولَ ولا قُوَّةَ إِلَّا باللهِ. فقال له سالمٌ: متى جعَلت فيها لا حولَ ولا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ؟ فقال: ما زلتُ أجعَلُها. قال: فراجَعه مرَّتين أو ثلاثًا فلم ينزِعْ. قال: فأَثْبِتْ. قال سالمٌ: أَجَلْ فأُثْبِتُ؛ فإِنَّ أبا أيوبَ الأنصاريَّ حدَّثني أنه سمِع رسولَ اللهِ وهو يقولُ: "عُرِجَ بِي إلى السَّماءِ فَأُرِيتُ إِبْرَاهِيمَ، فقال: يا جِبرِيلُ، مَنْ هَذَا مَعَكَ؟ فقال: محمَّدٌ. فرَحَّبَ بي وسَهَّلَ، ثمَّ قال: مُرْ أمتكَ فليُكْثِروا (٢) من غِراسِ الجَنَّةِ؛ فإن تربتَها طيِّبةٌ، وأَرْضَها واسعةٌ. فقلتُ: وما غِراسُ الجنةِ؟ قال: لا حولَ ولا قوة إلَّا باللهِ" (٣).

وجَدتُ في كتابي عن الحسنِ بنِ الصَّباحِ البزَّارِ، عن أبى نصرٍ التَّمارِ، عن عبدِ العزيزِ بنِ مسلمٍ، عن محمدِ بنِ عَجلانَ، عن سعيدٍ المَقْبُرِيِّ، عن أبيه، عن أبي هريرةَ، قال: قال رسولُ اللهِ : "سُبْحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إله إلَّا الله، وَاللهُ أكْبرُ، هن الباقياتُ الصالحاتُ" (٤).


(١) في م: "بن".
(٢) في ص، م، ت ٢: "فلتكثر".
(٣) أخرجه أحمد ٥/ ٤١٨ (الميمنية)، وابن حبان (٨٢١) من طريق أبي صخر به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ١٥٣ إلى ابن أبي حاتم وابن مردويه، جميعهم بدون القصة في أوله.
(٤) أخرجه النسائي (١٠٦٨٤)، والطبرانى في الأوسط (٤٠٢٧)، وفي الصغير ١/ ١٤٥، والبيهقي في شعب الإيمان (٦٠٦)، والحاكم ١/ ٥٤١ من طريق عبد العزيز بن مسلم عن محمد بن عجلان عن سعيد المقبري عن أبى هريرة. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٣٢٥ إلى ابن أبي حاتم وابن مردويه.