للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا بِشْرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا﴾. أي: علمًا (١).

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا﴾. قال: من كلِّ شيءٍ علمًا (٢).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جريجٍ قولَه: ﴿وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا﴾. قال: عِلْمَ كلِّ شيءٍ.

حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ: ﴿وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا﴾: علمًا (٣).

حُدِّثتُ عن الحسينِ، قال: سمِعتُ أبا معاذٍ، يقولُ: ثنا عبيدٌ، قال: سمِعتُ الضحاكَ يقولُ في قوله: ﴿وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا﴾. يقولُ: علمًا (٣).

وقولُه: ﴿فَأَتْبَعَ سَبَبًا﴾. اختلَفت القرأةُ في قراءةِ ذلك؛ فقرَأته عامةُ قرأةِ المدينةِ والبصرةِ: (فاتَّبعَ) بوصلِ الألفِ وتشديدِ التاءِ (٤)، بمعنى: سلَك وسار، من قولِ القائلِ: اتَّبعتُ أثرَ فلانٍ. إذا قفوتَه وسِرْتَ وراءه. وقرَأ ذلك عامةُ قرأةِ الكوفةِ: ﴿فَأَتْبَعَ سَبَبًا﴾ بهمزِ الألفِ وتخفيفِ التاءِ (٥)، بمعنى: لَحِقَ.

وأولى القراءتين في ذلك بالصوابِ (٦) قراءةُ من قرَأه: (فاتَّبَعَ) بوصلِ الأُلفِ


(١) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ١٧/ ٣٣٩ من طريق سعيد عن قتادة عن الحسن مطولًا.
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٤٧ إلى ابن أبي حاتم.
(٣) ذكره ابن كثير في تفسيره ٥/ ١٨٦، وفى البداية والنهاية ٢/ ٥٤٤.
(٤) وهى قراءة ابن كثير ونافع وأبي عمرو. السبعة ص ٣٩٧، والكشف عن وجوه القراءات السبع ٢/ ٧٢، ٧٣.
(٥) وهى قراءة عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي. السبعة ص ٣٩٨، والكشف عن وجوه القراءات السبع ٢/ ٧٢، ٧٣.
(٦) القراءتان كلتاهما صواب.