للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مُسْتَفيضَتان في قرأةِ الأمصارِ، ولكلِّ واحدةٍ منهما وجهٌ صحيحٌ ومعنًى مفهومٌ، وكلا وجهَيْه غيرُ مُفْسِدٍ أحدهما صاحبَه؛ وذلك أنَّه جائزٌ أن تكونَ الشمسُ تغرُبُ في عينٍ حارَّةٍ ذاتِ حَمْأَةٍ وطينٍ، فيكونُ القارى: (في عَيْنٍ حَامِيَةٍ) واصفَها (١) بصفَتِها التي هي لها، وهى الحرارةُ؛ ويكونُ القارئُ: ﴿فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ﴾ وَاصِفَها بصفتها التي هي بها، وهى أنها ذاتُ حَمْأَةٍ وطينٍ. وقد رُوِى بكلتى صفتَيْها (٢) اللتين قلتُ: إنهما من صفتِها (٣) أخبارٌ.

حدَّثنا محمدُ بنُ المثنى، قال: ثنا يزيدُ بنُ هارونَ، قال: أخبَرنا العوَّامُ، قال: ثنى مولًى لعبدِ اللهِ بن عمرو، عن عبدِ اللهِ بن عمرٍو، قال: نظَر رسولُ اللهِ إلى الشمسِ حينَ غابت، فقال: "في نارِ اللهِ الحاميةِ، في نارِ اللهِ الحاميةِ، لولا ما يَزَعُها من أمرِ (٤) اللَّهِ لأَحْرَقَتْ ما على الأرضِ" (٥).

حدَّثني الفضلُ بنُ داودَ الواسطيُّ، قال: ثنا أبو داودَ، قال: ثنا محمدُ بنُ دينارٍ، عن سعدِ بن أوسٍ، عن مُصْدَعٍ، عن ابن عباسٍ، عن أبيِّ بن كعبٍ، أن النبيَّ أقرأه: ﴿حَمِئَةٍ﴾ (٦).

وقولُه: ﴿وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا﴾. ذُكِر أن أولئك القومَ يقالُ لهم: ناسكٌ (٧).


(١) سقط من: م.
(٢) في م: "صيغتيها".
(٣) في ص، م، ت ١، ت ٢، ف: "صفتيها".
(٤) سقط من: الأصل.
(٥) أخرجه أحمد ١١/ ٥٢٦ (٦٩٣٤)، وابن أبي شيبة وأحمد بن منيع وأبو يعلى - كما في المطالب العالية (٤٣٨) - من طريق يزيد بن هارون به وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٤٨ إلى ابن مردويه.
(٦) أخرجه أبو داود الطيالسي (٥٣٨)، عن محمد بن دينار به، وأبو داود السجستاني (٣٩٨٦)، والترمذي (٢٩٣٤)، من طريق محمد بن دينار به.
(٧) ينظر البحر المحيط ٧/ ١٥٩. وفيه: "باسك".