للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: وَيْلَك! أهلُ حَرُوراءَ منهم (١).

حدثنا ابن بشَّارٍ، قال: ثنا محمد بن خالد بن عَثْمةَ، قال: ثنا موسى بنُ يعقوبَ بن عبدِ اللهِ بن وهبٍ، قال: ثني أبو الحُوَيرثِ، عن نافع بن جبيرِ بن مُطْعِمٍ، قال: قال ابن الكوَّاءِ لعليِّ بن أبى طالب: ما الأخسرون (٢) أعمالًا، الذين ضلَّ سعيُهم في الحياة الدنيا؟ قال: أنتَ وأصحابُك.

والصوابُ مِن القولِ في ذلك عندَنا أن يُقالَ: إن الله عنَى بقوله: ﴿هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (١٠٣)﴾. كلَّ عاملٍ عملًا يَحسَبه فيه مصيبا، وأنه لله بفعله ذلك مطيع مُرضٍ، وهو بفعله ذلك لله مسخطٌ، وعن طريق أهل الإيمانِ به جائرٌ؛ كالرَّهابنةِ والشَّمامسةِ وأمثالهم من أهل الاجتهاد في ضلالتهم، وهم مع ذلك مِن فعلهم واجتهادِهم باللَّهِ كَفَرةٌ، من أي أهل دين كانوا.

وقد اختلف أهل العربيةِ في وجهِ نَصْبِ قوله: ﴿أَعْمَالًا﴾؛ فكان بعضُ نحويي البصرة يقولُ: نُصِبَ ذلك لأنه لما أُدخل الألفُ واللام والنون في الأخسرين لم يُوصَل إلى الإضافة، وكانت الأعمالُ مِن الأخسرين؛ فلذلك نُصِب.

وقال غيرُه: هذا الباب (٣) للأفعل (٤) والفُعْلى، مثل الأفضل والفُضْلَى، والأخسر والخسرَى، ولا تَدْخُلُ فيه الواو (٥)، ولا يكون معه (٦) مُفسِّر؛ لأنه قد


(١) تفسير عبد الرزاق ١/ ٤١٣. وأخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (١٥١٦)، وابن عساكر في تاريخه ٢٧/ ١٠٠، ١٠١ من طريق أبي الطفيل بنحوه.
(٢) في م: "الأخسرين".
(٣) في م: "باب".
(٤) في ص، م، ت ١، ت ٢، ف: "الأفعل".
(٥) يعنى الواو التي لجمع الذكور.
(٦) في م: "فيه"، وفى ف: "له".