للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا﴾. قال: خَشِيَتْ (١) أن يكونَ (*) إنما يُرِيدُها على نفسها.

حدَّثنا موسى، قال: ثنا عمرٌو، قال: ثنا أسباطُ، عن السُّديِّ: ﴿فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَويًّا﴾: فلمَّا رأته فزِعتْ منه، وقالت: ﴿إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا﴾ (٢).

[قال أبو جعفرٍ] (٣): فقالت: إني أعوذُ، أيها الرجلُ، بالرحمن منك. تقولُ: أستجيرُ بالرحمن منك، أن تنال منى ما حرَّمه عليك، إن كنتَ ذا تقوى له تَتَّقى محارمَه، وتَجتَنِبُ معاصيه. لأن مَن كان لله تقيًّا، فإنه يَجْتَنِبُ ذلك، ولو وُجِّه ذلك إلى أنها عَنَتْ: إنى أعوذُ بالرحمنِ منك؛ إن كنتَ تَتَّقى الله في استجارتي واستعاذتي به منك. كان وجهًا.

كما حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، عن ابن إسحاق، عمن لا يَتَّهِمُ، عن وهبِ بن مُنَبِّهٍ: ﴿قَالَتْ إنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا﴾: ولا تَرَى إلا أنه رجلٌ من بنى آدم.

حدَّثنا أبو كريبٍ، قال: ثنا أبو بكرٍ، عن عاصمٍ، قال: قال [أبو وائلٍ] (٤)، وذكر قَصَصَ مريمَ، فقال: قد علِمتْ أن التقيَّ ذو نُهيةٍ حين قالت: ﴿إِنِّي أَعُوذُ بالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا﴾ (٥).


(١) في ص، ت ١: "حسبت".
(*) من هنا يبدأ الجزء الخامس والثلاثون من مخطوط مكتبة جامعة القرويين (الأصل).
(٢) تقدم أوله في ص ٤٨٣.
(٣) ليست في الأصل، ص، م، ت ١، ف.
(٤) في ص، م، ت ١، ف: "ابن زيد".
(٥) أخرجه عبد بن حميد وابن أبي حاتم -كما في تغليق التعليق ٤/ ٣٧ - من طريق عاصم به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٦٧ إلى ابن المنذر، وينظر تفسير ابن كثير ٥/ ٢١٤.