للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن عباسٍ كعبًا وأنا حاضرُه (١)، فقال له: ما قولُ اللَّهِ لإدريسَ: ﴿وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا﴾. فقال كعبٌ: أمَّا إدريسُ، فإنَّ الله أوحَى إليه: إنِّي أرفعُ (٢) لك في كلِّ يومٍ مثلَ جميعِ عمل بنى آدمَ فأحَبَّ أنْ يزدادَ عملًا، فأتاه خليلٌ له من الملائكةِ، فقال: إنَّ الله أوحَى إليَّ كذا وكذا، فكلِّمْ لى ملَكَ الموتِ فليؤخِّرْنى حتى أزدادَ عملًا. فحمَله بين جناحَيهِ، ثم صعِد به إلى السماءِ؛ فلما كان في السماءِ الرابعةِ، تلقَّاهم ملَكُ الموتِ منحدِرًا، [فكلَّمه، وكلَّمه] (٣) ملَكُ الموتِ في الذي كلَّمه فيه إدريسُ؟ فقال: وأينَ إدريسُ. قال: هو ذا هو (٤) على ظهرِى. قال ملَكُ الموتِ: فالعجبُ، بعِثتُ [وقِيلَ لى] (٥): اقبضْ رُوحَ إدريسَ في السماءِ الرابعةِ. فجعلتُ أقولُ: كيف أقبضُ رُوحَه في السماءِ الرابعة وهو في الأرضِ؟ فقبَض رُوحَه هناك، فذلك قولُ اللَّهِ جلَّ وعزَّ: ﴿وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا﴾ (٦).

وحدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: ﴿وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا﴾. قال: إدريسُ رُفع فلم يَمُتْ، كما رُفع عيسى (٧).

وحدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن


(١) في م: "حاضر".
(٢) في م: رافع".
(٣) في م: "فكلم".
(٤) سقط من: م، ت ٢، ف.
(٥) سقط من: م، ت ٢.
(٦) أخرجه ابن أبي شيبة ١١/ ٥٤٩، ٥٥٠ عن عكرمة عن ابن عباس به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٧٤ إلى ابن أبي حاتم.
(٧) تفسير مجاهد ص ٤٥٦ من طريق محمد بن سعد به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٢٧٤ إلى ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.