للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اللهِ، ولم تكنْ من كتابِ اللهِ، فوصَفهم جل ثناؤُه بأنهم يَترُكون التصديقَ بالذى يُوقِنون به أنه من عندِ اللهِ مما جاء به محمدٌ ، ويَتَّبعون ما هم فيه شاكُّون، وفى حقيقتِه مُرْتابون، مما أخبَرهم به كُبراؤُهم ورُؤساؤُهم وأحبارُهم؛ عنادًا منهم للهِ ولرسولِه، ومخالفةً منهم لأمرِ اللهِ، واغترارًا منهم بإمهالِ اللهِ تعالى ذكرُه إياهم.

وبنحوِ ما قلنا في تأويلِ قولِه: ﴿وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ﴾. قال فيه المتأَوِّلون من السلفِ.

حَدَّثَنِي محمدُ بن عمرٍو، قال: حَدَّثَنَا أبو عاصمٍ، عن عيسي، وحدثنى المثني، قال: حَدَّثَنَا أبو حذيفةَ، قال: حَدَّثَنَا شبلٌ، جميعًا عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ﴾: إلَّا يُكَذِّبون (١).

حَدَّثَنَا القاسمُ، [قال: حَدَّثَنَا الحسينُ] (٢)، قال: حدثنا حجاجٌ، عن ابنِ جريجٍ، عن مجاهدٍ مثلَه.

حَدَّثَنَا ابنُ حميدٍ، قال: حَدَّثَنَا سلَمةُ، عن ابنِ إسحاقَ، قال: حَدَّثَنِي محمدُ ابنُ أبي محمدٍ، عن عكرمةَ، أو عن سعيدِ بنِ جبيرٍ، عن ابنِ عباسٍ: ﴿لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ﴾. أى: لا يَعْلَمون الكتابَ ولا يَدْرُون ما فيه، وهم يَجْحَدون نبوتَك بالظنِّ (٣).

حَدَّثَنَا بشرٌ، قال: حَدَّثَنَا يزيدُ، قال: حَدَّثَنَا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَإِنْ هُمْ إِلَّا


(١) تفسير مجاهد ص ٢٠٨، ومن طريقه ابن أبى حاتم في تفسيره ١/ ١٥٢ (٧٩٦)، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٨٢ إلى عبد بن حميد.
(٢) سقط من: م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٣) سيرة ابن هشام ١/ ٥٣٨. وينظر تفسير ابن كثير ١/ ١٦٧.