للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا﴾؟ فقال: أما أنا وأنت يا أبا راشدٍ فسَنَرِدُها، فانظُرْ هل نَصْدُرُ عنها أم لا (١)؟!

حدَّثنا ابن بشارٍ، قال: ثنا أبو عاصمٍ (٢)، قال: ثنا ابن جريجٍ، قال: أخبرَنى أبو الزبيرِ، أنه سمِع جابرَ بنَ عبدِ اللَّهِ يُسْأَلُ عن الورودِ، فقال: نحن يومَ القيامةِ على [كوى أو كُدًى] (٣)، فوقَ الناسِ، فتُدْعَى الأممُ بأوْثانِها وما كانت تعبُدُ، الأولُ فالأولُ، فينطلِقُ بهم ويَتَّبِعونه. قال: ويُعْطَى كلُّ إنسانٍ منافقٍ ومؤمنٍ نورًا، وتَغْشَى ظلمةٌ، ثم يَتَّبِعونه، وعلى جِسْرِ جهنمَ [حَسَكٌ و] (٤) كَلالِيبُ تأخُذُ مَن شاء اللهُ، فيُطْفَأُ نورُ المنافقِ، ويَنْجو المؤمنون، فتَنْجو أولُ زمرةٍ كالقمرِ ليلةَ البدرِ، وسبعون ألفًا لا حسابَ عليهم، ثم الذين يَلُونهم كأضْوَأَ نَجْمٍ في السماءٍ، ثم كذلك، ثم تَحِلُّ الشَّفاعةُ، فيَشْفَعون، ويخرجُ مِن النارِ مَن قال: لا إلهَ إلا اللهُ. ممن في قلبِه وزنُ شَعيرةٍ مِن خيرٍ، ثم يُلْقَون تلقاءَ الجنةِ، ويُهَرِيقُ عليهم أهلُ الجنةِ الماءَ، فيَنْبُتون نباتَ الشئِ في السَّيْلِ، ثم يسألون، فيُجْعَلُ لهم الدنيا وعَشَرَةُ أمثالِها (٥).


(١) ذكره ابن كثير في تفسيره ٥/ ٢٤٨ عن المصنف، وذكره ابن عبد البر في التمهيد ٦/ ٣٥٤ عن مجاهد به، وفيه زيادة.
(٢) في الأصل، ص، ت ١، ت ٢، ف: "عامر". وينظر تهذيب الكمال ١٣/ ٢٨١.
(٣) في ص، م، ت ١، ت ٢، ف: "كوى أو كرى"، والذي في مصادر التخريج: كذا - وفى رواية لابن منده: كوا - وكذا - أو كذا - انظر أي ذلك. هذه صورة الحديث في جميع النسخ، وفيه تغيير كثير وتصحيف. قال: وقال القاضي عياض: وصوابه: نجئ يوم القيامة على كوم … فهذا كله يبين ما تغير من الحديث وأنه كان أظلم هذا الحرف على الرواى، أو امحى فعبر عنه بكذا وكذا وفسره بقوله: أي: فوق الناس. وكتب عليه: انظر. تنبيها، فجمع النقلة الكل ونسقوه على أنه من متن الحديث كما تراه. ينظر صحيح مسلم بشرح النووى ٣/ ٤٧.
(٤) سقط من: ص، م، ت ١، ف. والحسك جمع حسكة، وهى شوكة صلبة. النهاية ١/ ٣٨٦.
(٥) أخرجه أبو عوانة في مسنده ١/ ١٣٩، والطبرانى في السنة - كما في التخويف من النار (ص ٢٥٤) - وابن منده في الإيمان (٨٥١) من طريق أبى عاصم به. وأخرجه أحمد ٢٣/ ٣٢٨ (١٥١١٥)، =