للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حدَّثني يونسُ، قال: ثنا سفيانُ، عن أبي سعدٍ، عن عكرمةَ، قال: قال ابن عباسٍ: كانوا شاتين، فلما النارَ قال: لعلِّى آتِيكم منها بخبرٍ] (١).

وعَنَى بقولِه: ﴿آنَسْتُ نَارًا﴾: وجَدتُ. ومِن أمثال العربِ: بعد اطِّلاعٍ إيناسٌ. ويقالُ أيضًا: بعدَ طلوعٍ إيناسٌ (٢). وهو مأخوذٌ مِن "الأُنْسِ".

وقولُه: ﴿لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ﴾. يقولُ: لعلِّى أجيئُكم مِن النارِ التي آنستُ بشُعْلةٍ.

والقبَسُ هو النارُ في طرَفِ العودِ أو القصَبةِ، يقولُ القائلُ لصاحبِه: أَقبِسْنِي نارًا. فيُعْطيه إيَّاها في طرفِ عودٍ أو قصبَةٍ.

وإنَّما أراد موسى بقولِه لأهلِه: ﴿لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ﴾: لعلِّى آتيكُم بذلك لتصْطَلُوا به.

كما حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، عن ابن إسحاقَ، عن وهبِ بن منبِّهٍ: ﴿لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ﴾. قال: بقبسٍ تَصطَلُون (٣).

وقولُه: ﴿أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى﴾. [يقولُ: أو أجِدُ على النارِ] (٤) دلالةً تدُلُّ على الطريقِ الذي أضلَلْناه، إمَّا مِن خبرِ هادٍ يَهدِينا إليه، وإِمَّا مِن بَيانٍ وعَلَمٍ نتبيَّنُه به ونعرِفُه.


(١) سقط من: ص، م، ت ١، ف.
والأثر أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٩٧٢ من طريق سفيان به، وذكره ابن كثير في تفسيره ٥/ ٢٧٠ عن الثورى به.
(٢) مجمع الأمثال ١/ ١٨٦، وقائله قيس بن زهير، ومعناه: إنما يحصل اليقين بعد النظر.
(٣) تقدم أوله في الصفحة السابقة، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٨٤٣ (١٦١١٩) من طريق سلمة، عن ابن إسحاق قوله.
(٤) سقط من: ص، م، ت ١، ف.