للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عدوٌّ لي. فقالت له: إنه لا يعقِلُ. هذا قولُ سعيدِ بن جبيرٍ.

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجَّاجٌ، عن ابن جُريجٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي﴾. قال: عجمةً، لجمرةِ نارٍ أَدْخَلها في فيه، عن أمرِ امرأةِ فرعونَ، تردُّ به عنه عقوبةَ فرعونَ حينَ أَخَذ بلحيتِه (١).

حدَّثنا موسى، قال: ثنا عمرٌو، قال: ثنا أسباطُ، عن السُّديِّ، قال: لما تحرَّك الغلامُ - يعنى موسى - أرَته (٢) أمُّه آسيةُ صبيًّا، فبينما هي ترقِّصُه وتلعبُ به، إذ ناولَته فرعونَ وقالت: خذْه. فلما أخَذه إليه أخَذ موسى بلحيتِه فنتَفها، فقال فرعونُ: عليَّ بالذَّبَّاحين. قالت آسيةُ: لا تَقْتُلُوه، عسى أن يَنْفَعَنا أو نَتَّخِذَه ولدًا، إنما هو صبيٌّ لا يعقِلُ، إنما صنَع هذا من صِباه، وقد علِمتَ أنه ليس في أهلِ مصرَ أَحْلَى منى، أنا أضعُ له حَلْيًا من الياقوتِ، وأضعُ له جمرًا، فإن أخَذ الياقوتَ فهو يعقِلُ فاذبَحْه، وإن أخَذ الجمرَ فإنما هو صبيٍّ. فأَخْرَجت له ياقوتَها ووضعت له طسْتًا من جمرٍ، فجاء جبريلُ فطرَح في يدِه جمرةً، فطرَحها موسى في فيه، فأَحْرَقت لسانَه، فهو الذي يقولُ اللهُ ﷿: ﴿وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (٢٧) يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾. فزالَت (٣) عن موسى من أجلِ ذلك (٤).

وقولُه: ﴿يَفْقَهُوا قَوْلِي﴾: يقولُ: يَفْهَموا (٥) عنى ما أُخاطبُهم وأُراجعُهم به من


(١) تفسير مجاهد ص ٤٦٢.
(٢) في م: "أورته"، وفى ت ٢: "أوريه".
(٣) في الأصل: "فتزالت"، وفى ص، ت ١، ف: "فتزاللت".
(٤) تقدم أوله في ص ١٩، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٩٤٥، من طريق عمرو بن حماد به.
(٥) في ص، م، ت ١، ت ٣: "يفقهوا".