كتاب تفسير الطبري جامع البيان - ت التركي

القول في تفسير السورة التي يذكر فيها البقرة - القول في تأويل قوله جل ثناؤه: ﴿وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة﴾. - ج: 2 - ص: 175

وقال آخَرون في ذلك بما حدَّثنا أبو كُرَيْبٍ، قال: ثنا يونسُ بنُ بُكَيْرٍ، قال: ثنا ابنُ إسحاقَ، قال: حدَّثنى محمدُ بنُ أبى محمدٍ مولى زيدِ بنِ ثابتٍ، قال: حدَّثنى سعيدُ بنُ جُبَيْرٍ، أو عكرمةُ، عن ابنِ عباسٍ، قال: كانت يهودُ يقولون: إنما هذه (١) الدنيا سبعةُ آلافِ سنةٍ، وإنما يُعَذَّبُ الناسُ يومَ القيامةِ بِكُلِّ أَلفِ سَنَةٍ من أيامِ الدنيا يومًا واحدًا مِن أيامِ الآخرةِ، [وإنما هى] (٢) سبعةُ أيامٍ. فأنزَل اللهُ في ذلك من قولِهم: ﴿وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً﴾ الآية.

حدَّثنا ابنُ حُمَيْدٍ، قال: ثنا سلَمةُ، قال: حدثنى محمدُ بنُ إسحاقَ، قال: حدَّثنى محمدُ بنُ أبى محمدٍ، عن سعيدِ بنِ جُبَيْرٍ، أو عكرمةَ، عن ابنِ عباسٍ، قال: قدِم رسولُ اللهِ ﷺ المدينةَ ويهودُ تقولُ: إنما مدَّةُ الدنيا سبعة آلافِ سنةٍ، وإنما يُعَذَّبُ الناسُ في النارِ بكلِّ ألفِ سنةٍ مِن أيامِ الدنيا يومًا واحدًا في النارِ من أيامِ الآخرةِ، فإنَّما هى سَبْعةُ أيَّامٍ، ثم يَنْقَطِعُ العذابُ. فأنزَلَ اللهُ ﷿ في ذلك مِن قولِهم: ﴿وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً﴾ الآية (٣).

حدَّثنى محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، عن عيسى، عن ابنِ أبى نَجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِ اللهِ: ﴿وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً﴾ قال: كانت تقولُ: إنما الدنيا سبعةُ آلافِ سنةٍ، فإنما نُعَذَّبُ مكانَ كلِّ ألفِ سنةٍ يومًا (٤).

---

(١) في م: "مدة".
(٢) في م:"وإنها".
(٣) سيرة ابن هشام ١/ ٥٣٨، وأخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره ١/ ١٥٥ (٨١٣) من طريق سلمة به. وأخرجه الواحدى في أسباب النزول ص ١٧ من طريق ابن إسحاق به بدون ذكر سعيد.
وأخرجه الطبرانى في الكبير (١١١٦٠) من طريق ابن حميد عن سلمة عن ابن إسحاق عن سيف بن سليمان عن مجاهد عن ابن عباس.
وسنده ضعيف جدا. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٨٤ إلى ابن المنذر.
(٤) تفسير مجاهد ص ٢٠٨، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ١/ ٨٤ إلى عبد بن حميد.