للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الابتداء وهى فضلٌ. قال (١):

أُمُّ الحُلَيْسِ لَعَجُوزٌ شَهْرَبَهُ (٢)

قال: وزعم قومٌ أنه لا يجوزُ؛ لأنه إذا خفَّف نونَ "إن" فلا بدَّ له من أن يُدخِلَ "إلا" فيقولَ: إنْ هذان إلا ساحران.

قال أبو جعفرٍ: والصوابُ من القراءة في ذلك عندنا: (إنَّ) بتشديد نونها، (هذان) بالألف؛ لإجماع الحجة من القرأة عليه، وأنه كذلك هو في خطِّ المصحف. ووجهُه إذا قُرِئ كذلك مشابهتُه "الذين"، إذ زادوا على "الذي" النونَ، وأقرَّ (٣) في جميع أحوال (٤) الإعراب على حالةٍ واحدةٍ، فكذلك (إنَّ هَذَانِ). زِيدَت على "هذا" نونٌ وأُقِرَّ في جميع أحوال الإعراب على حالةٍ واحدةٍ، وهى لغةُ بَلحرث بن كعبٍ، وخثعمَ، وزُبَيدٍ، ومَن وَليَهم من قبائل اليمن.

وقولُه: ﴿وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى﴾. يقولُ: ويغلبا على ساداتكم وأشرافكم.

يقالُ: هو طريقةُ قومِه، ونَظُورَةُ قومه، ونَظيرتُهم. إذا كان سيدهم وشريفهم والمنظور إليه، يقالُ ذلك للواحد والجميع (٥)، وربما جمَعوا، فقالوا: هؤلاء طرائقُ قومِهم. ومنه قولُ الله : ﴿كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا﴾ [الجن: ١١]. وهؤلاء نظائرُ قومِهم.


(١) زيادات ديوان رؤبة ص ١٧٠، ونسبه الصاغانى في العباب - كما في خزانة الأدب ١٠/ ٣٢٦ - (شهرب) إلى عنترة بن عَرْوش. قال العيني: وهو الصحيح.
(٢) في ص: "شهيبره"، وفى ت ١، ف: "سهيره". والشهربة والشهبرة: العجوز الكبيرة. اللسان (شهبر).
(٣) سقط من: ص، ت ١، ف.
(٤) في م، ت ٢: "الأحوال".
(٥) في ص، م، ت ١، ف: "الجمع".