للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عن عبدِ اللهِ بن عمرٍو (١)، قال: إن الله [جزَّأ الخَلَقَ] (٢) عَشَرَةَ أجزاءٍ، فجعل تسعةَ أجزاءٍ الملائكةَ، وجزءًا سائرَ الخَلْقِ، وجزَّأ الملائكةَ عَشَرة أجزاءٍ، فجعل تسعةَ أجزاءٍ يُسَبِّحون الليل والنهار لا يفترون، وجزءًا لرسالته، وجزَّأ الخلقَ عَشَرةَ أجزاءٍ، فجعَل تسعةَ أجزاءٍ الجنَّ، وجُزْءًا سائرَ بني آدمَ، وجَزَّأ بنى آدمَ عَشَرَةَ أجزاءٍ، فجعَل يأجوجَ ومأجوجَ تسعةَ أجزاءٍ، وجُزْءًا سائرَ بنى آدم آدمَ (٣).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادَةَ قولَه: ﴿يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ﴾. يقولُ: إنَّ الملائكة الذين هم عندَ الرحمنِ لا يَسْتَكْبِرُون عن عبادَتِه ولا يَسأمُون فيها. وذُكِر لنا أن نبيَّ اللهِ بينَما هو جالسٌ مع أصحابِه إذ قال: "تَسْمَعون ما أسْمَعُ؟ " قالوا: ما نَسمَعُ من شيءٍ يا نبيَّ اللهِ. قال: "إنى لأسمَعُ أطِيطَ السماءِ، وما تُلامُ أن تَئِطَّ وليس فيها مَوْضِعُ راحةٍ إِلَّا وفيه مَلَكٌ سَاجِدٌ أو قائمٌ" (٤).

وقولُه: ﴿أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً مِنَ الْأَرْضِ هُمْ يُنْشِرُونَ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: أَتَّخَذ هؤلاء المشرِكُون آلهةً مِن الأرضِ هم يُنشرون؟ يعنى بقولِه: ﴿هُمْ﴾. الآلهةَ. يقولُ: أهذه الآلهةُ التي اتَّخَذوها تُنشِرُ الأمواتَ. يقولُ: يُحيون الأمواتَ، ويُنشئون (٥) الخَلْقَ، فإن الله هو الذي يُحيى ويُميتُ.

كما حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني


(١) في م، ت ٢: "عمر". وينظر ما تقدم في ١٥/ ٢٩٧.
(٢) في م: "خلق".
(٣) ينظر ما سيأتي ص ٤٠١، ٤٠٢.
(٤) أخرجه الطبراني (٣١٢٢)، وأبو نعيم ٢/ ٢١٧، والبزار (٣٢٠٨) والطحاوى في مشكل الآثار (١١٣٤) من طريق سعيد به، وذكره ابن كثير في تفسيره ٥/ ٣٢٩ من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن صفوان بن محرز عن حكيم بن حزام مرفوعًا.
(٥) في م، ف: "ينشرون".