للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على صاحبِه ما يخرُجُ منه في كُلِّ عامٍ، فله من صاحبِ الغنَمِ أن يبيعَ (١) من أولادِها وأصوافِها وأشعارِها حتى يستوفِيَ ثمنَ الحرْثِ، فإن الغنَمَ لَها نَسْلٌ في كلِّ عامٍ. فقال داودُ: قد أَصَبْتَ، القضاءُ كما قضيْتَ. ففهَّمَها اللهُ سليمانَ (٢).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جُرَيجٍ، عن عليّ بن زيدٍ، قال: ثنى خليفةُ، عن ابن عباسٍ، قال: قضَي داودُ بالغنَمِ لأصحابِ الحرْثِ، فخرَج الرِّعاءُ (٣) الكلابُ، فقال سليمانُ: كيف قضَى بينكم (٤)؟ فأخبرَوه، فقال: لو وافيْتُ أمرَكم (٥) لقضَيْتُ بغيرِ هذا. فأُخبِر بذلك داودُ، فدعاه فقال: كيف تقضِى بينَهم؟ قال: أَدْفَعُ الغنَمَ إلى أصحابِ الحرْثِ، فيكونُ لهم أولادُها وألبانُها وسِلاؤُها (٦) ومنافعُها، ويَبذُرُ أصحابُ الغنَمِ لأهلِ الحرْثِ مثلَ حرْثِهم، فإذا بلَغ الحرْثُ الذي كان عليه، أخَذ أصحابُ الحرْثِ الحرْثَ، وردُّوا الغنم إلى أصحابِها (٧).

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسَى، قال: ثنا ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِ اللهِ: ﴿إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ﴾. قال: أَعْطاهم داودُ رِقابَ الغنمِ بالحرْثِ، وحكَم سليمانُ بجِزَّةِ (٨) الغنمِ وألبانِها لأهلِ


(١) في ت ١، ت ٢: "يبتع".
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٣٢٤ إلى المصنف.
(٣) في ص، م، ف: "الرعاة".
(٤) في ص، ت ١، ف: "بينهم"، وفى ت ٢: "معهم".
(٥) في ص، ت ١، ت ٢: "أمرهم".
(٦) السلاء: السمن. تاج العروس (س ل أ).
(٧) ذكره ابن كثير في تفسيره ٥/ ٣٤٩ عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد به.
(٨) الجزة: صوف الشاة في سنة. تاج العروس (ج ز ز).