للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بـ "احْكُمْ"، وترك قطع الألفِ مِن "احْكُمْ"، على ما عليه قرأةُ الأمصار؛ لإجماع الحجَّة من القرأة عليه، وشذوذ ما خالفه. وأما الضحاك فإنَّ في القراءةِ التي ذُكِرت عنه زيادةَ حرفٍ على خطِّ المصاحفِ، ولا ينبغى أن يُزادَ ذلك فيها مع صحة معنى القراءة بتَرك زيادته. وقد زعم بعضُهم أن معنى قوله: ﴿رَبِّ احْكم [بِالحَقِّ﴾: قل: ربِّ احْكُم] (١) بحكمِكَ الحَقِّ. ثم حذف "الحكمُ" الذي "الحقُّ" نعت له، وأُقيم "الحقُّ" مُقامَه، ولذلك وجهٌ، غير أنَّ الذي قُلناه أوضحُ وأَشْبَهُ بما قاله أهل التأويل؛ فلذلك اخترناه.

وقوله: ﴿وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ﴾. يقول جل ثناؤه: قل يا محمد: وربُّنا الذي يرحم عبادَه، وتَعُمُّهم نِعَمُه (٢)، الذي أستَعِينُه (٣) عليكم فيما تقولون وتصفون، من قولكم لي فيما أتيتُكم به من عندِ اللَّهِ ﴿هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السَّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ" [الأنبياء: ٣]. وقولكم: ﴿افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ﴾ [الأنبياء: ٥]. وفى كذبِكم على الله جل ثناؤه وقيلكم: ﴿اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا﴾ [الأنبياء: ٢٦]. فإنَّه هَيِّنٌ عليه تغييرُ (٤) ذلك، وفصل ما بينى وبينكم بتعجيل العقوبة لكم على ما تصفون من ذلك.

[آخر تفسير "سورة الأنبياء" ] (٥)


(١) سقط من ت ٢، ف، وفى ص، ت ١: "قل رب احكم".
(٢) في م: "بنعمته"، وفى ت ١، ت ٢، ف: "أنعمه".
(٣) في ص: "استعنته".
(٤) في ت ٢: "يعتبر"، وفى ت ١، ف: "بغير".
(٥) في ص: "آخر تفسير سورة الأنبياء صلوات الله عليهم يتلوه تفسير سورة الحج والحمد لله رب العالمين"، وفى ت ١: "والله أعلم آخر تفسير سورة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يتلوه تفسير سورة الحج إن شاء الله تعالى والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه وحسبنا الله ونعم الوكيل".