للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كربِ ذلك حَمْلَها.

وقوله: ﴿وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى﴾. قرأت قرَأَةُ الأمصارِ: ﴿وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى﴾. على وجْهِ الخطاب للواحدِ، كأنَّه قال: وترَى يا محمد الناس حينئذٍ سُكارَى وما هم بسُكارى.

[ورُوِى] (١) عن أبي زُرْعةَ بن (٢) عمرو بن جرير: (وتُرى النَّاسَ). بضم التاء ونصْبِ (الناسَ) (٣). من قول القائل: رُئِيتَ (٤)، تُرى، التي تطلب الاسمَ والفعلَ (٥)، كـ "ظنَّ" (٦) وأخواتِها.

والصواب من القراءة في ذلك عندنا ما عليه قرأة الأمصارِ؛ لإجماع الحجَّة من القرأةِ عليه.

واختلفتِ القرأة في قراءة قوله: ﴿سُكَارَى﴾؛ فقرأ ذلك عامَّةُ قرأة المدينةِ والبصرةِ وبعضُ أهل الكوفةِ: ﴿سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى﴾ (٧).

وقرأته عامَّةُ قرأةِ أهل الكوفة: (وتَرَى الناسَ سَكْرَى وما هم بسَكْرَى) (٨).

والصواب من القول في ذلك عندنا (٩) أنَّهما قراءتان مُستفيضَتان في


(١) في م: "وقد روى"، وفى ت: ٢: "و".
(٢) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "عن". وينظر تهذيب الكمال ٣٣/ ٣٢٣.
(٣) وبها قرأ أبو هريرة وأبو نهيك. ينظر مختصر الشواذ لابن خالويه ص ٩٦، والبحر المحيط ٦/ ٣٥٠.
(٤) في م: "أريت". وينظر معاني القرآن للفراء ٢/ ٢١٥.
(٥) يريد بالفعل هنا الخبر، وينظر ما تقدم في ٩/ ٦٣٦.
(٦) في ص، ت ١، ت ٢، ف: "كالظن".
(٧) وهى قراءة ابن كثير ونافع وعاصم وابن عامر وأبي عمرو السبعة لابن مجاهد ص ٤٣٤.
(٨) وهى قراءة حمزة والكسائي. المصدر السابق.
(٩) في ص، ف: "عندي".