للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

و (١) كَفِّه المشركين بالمسلمين عن ذلك، ومنه كَفُّه ببعضِهم التَّظالُمَ؛ كالسلطانِ الذى كَفَّ به رعيتَه عن التظالم بينَهم، ومنه كَفُّه لمَن أَجازَ شهادته بينَهم ببعضِهم (٢) عن الذَّهاب بحقِّ مَن له قِبَلَه حَقٌّ، ونحوُ ذلك، وكلُّ ذلك دَفْعٌ منه الناسَ بعضهم (٣) عن بعضٍ، و (٤) لولا ذلك لتَظالَموا، فهَدَّم القاهِرون صوامعَ المَقْهُورين وبيَعَهم، وما سَمَّى جلَّ ثناؤُه. ولم يَضَعِ اللهُ تعالى دَلالةً في عقلٍ على أنه عنَى من ذلك بعضًا دونَ بعض، ولا جاء بأن ذلك كذلك خبرٌ يجبُ التسليمُ له، فذلك على الظاهر والعموم على ما قد بَيَّنتُه قبلُ؛ لعموم ظاهرِ (٥) ذلك جميعَ ما ذكَرنا.

وقولُه: ﴿لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ﴾ اختلف أهلُ التأويل في المعنىِّ بالصوامعِ؛ فقال بعضُهم: عنَى بها صَوامعَ الرهبان.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا محمدُ بنُ المثنى، قال: ثنا عبدُ الوهاب، قال: ثنا داودُ، عن رُفَيْعِ في هذه الآية: ﴿لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ﴾. قال: صوامعُ الرُّهْبانِ (٦).

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني


(١) سقط من: ص، ف، ت ١، ت ٢.
(٢) في ص، ف، ت ١، ت ٢: "بعضهم".
(٣) بعده فى ت ٢: "ببعض".
(٤) سقط من: ص، م، ت ١، ف.
(٥) بعده في ت ٢: "التنزيل".
(٦) عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٤/ ٣٦٤ إلى ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم.