للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذكرُ من قال ذلك

حدَّثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا أبو معاويةَ، عن الأعمشِ، عن المِنْهال بن عمرٍو، عن أبي يحيى، عن ابن عباسٍ: ﴿مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ﴾. قال: صِفْوةِ الماءِ (١).

حدَّثني محمد بن عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نَجِيحٍ، عن مجاهدٍ في قول الله: ﴿مِن سُلَالَةٍ﴾: من مَنيِّ آدمَ (٢).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابنِ جُرَيْجٍ، عن مجاهدٍ مثلَه.

وأَوْلَى القولين في ذلك بالصواب قولُ من قال: معناه: ولقد خلقنا ابن آدم من سُلالةِ آدمَ. وهى صفوة (٣) مائه، وآدم هو الطينُ؛ لأنَّه خُلق منه.

وإنما قلنا: ذلك أولى التأويلين بالآية؛ لدلالة قوله: ﴿ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ﴾ على أن ذلك كذلك؛ لأنَّه معلومٌ أنه لم يَصِرْ في قرارٍ مكينٍ إلا بعد خلقه في صُلبِ الفَحْلِ، ومن بعدِ تَحَوُّلِه من صُلبِه صار في قرارٍ مكينٍ. والعربُ تُسَمِّى ولدَ الرجل ونطفته سَلِيلَه وسُلَالَته؛ لأنهما مَسْلُولان منه. ومن السلالة قولُ بعضهم (٤):


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٦ إلى المصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٦ إلى المصنف وعبد بن حميد.
(٣) في م: "صفة".
(٤) هو حسان بن ثابت، والبيت في ديوانه ص ٣٩٦.