للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأولى هذه الأقوالِ بتأويلِ ذلك أنها مكانٌ مرتفعٌ ذو استواءٍ وماءٍ ظاهرٍ (١)، وليس كذلك صفةُ الرَّملةِ؛ لأنَّ الرَّملةَ لا ماءَ بها مَعِينٌ، واللهُ تعالى ذِكرُه وصَف هذه الربوةَ بأنها ذاتُ قرارٍ ومَعِينٍ.

وبنحوِ الذي قلنا في ذلك قال جماعةٌ من أهلِ التأويلِ.

ذِكرُ من قال ذلك

حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ﴾. قال: الربوةُ المستويةُ (٢).

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابنِ أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿إِلَى رَبْوَةٍ﴾. قال: مستويةٌ (٣).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابنِ جُرَيجٍ، عن مجاهدٍ مثلَه.

وقولُه: ﴿ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ﴾. يقولُ تعالى ذِكرُه: من صفةِ الربوةِ التي آوينا إليها مريمَ وابنَها عيسى أنها أرضٌ منبسطةٌ، وساحةٌ، وذاتُ ماءٍ ظاهرٍ (٤) لغيرِ الباطنِ، جارٍ.


(١) فى ت ١، ت ٢: "طاهر".
(٢) عزاه السيوطى فى الدر المنثور ٥/ ٩ إلى المصنف وابن أبي حاتم.
(٣) تفسير مجاهد ص ٤٨٥، وعزاه السيوطى فى الدر المنثور ٥/ ٩ إلى عبد بن حميد وابن أبي حاتم.
(٤) في ص، ت ٢: "طاهر".