للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جُرَيجٍ، عن مجاهدٍ مثلَه.

[وقال: قال ابن جريجٍ] (١): بلغنا أنَّ أهلُ النارِ نادوا خَزَنَةَ جهنم: أن ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ﴾ [غافر: ٤٩]. فلم يجيبوهم ما شاء اللهُ، فلما أجابوهم بعد حينٍ، قالوا: ﴿فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ﴾ [غافر: ٥٠]. قال: ثم نادَوْا مالكًا: ﴿يَامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ﴾. فسكَت عنهم مالكٌ خازنُ جهنمَ أربعين سنةً، ثم أجابهم فقال: ﴿إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ﴾ [الزخرف: ٧٧]. ثم نادى الأشقياءُ ربَّهم، فقالوا: ﴿قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (١٠٦) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ﴾. فسكَت عنهم مثلَ (٢) مقدارِ الدنيا، ثم أجابهم بعد ذلك : ﴿قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ﴾ (٣).

قال: حدَّثني حجاجٌ، عن أبي بكرِ بن عبدِ اللهِ، قال: ينادِى أهلُ النارِ: يا أهلَ الجنةِ. فلا يجيبونهم ما شاء اللهُ، ثم يقالُ: أجيبوهم. وقد قُطِع الرَّحِمُ والرحمةُ، فيقولُ أهلُ الجنةِ: يا أهلَ النارِ، عليكم غضبُ اللهِ، يا أهلَ النارِ، عليكم لعنةُ اللهِ، يا أهلَ النارِ، لا لَبَّيْكم ولا سَعْدَيْكم، ماذا تقولون؟ فيقولون: ألم نكُ في الدنيا آباءَكم وأبناءَكم وإخوانَكم وعشيرتَكم؟ فيقولون: بلى. فيقولون: ﴿أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ﴾. قالوا: هو ﴿إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ﴾ (٤) [الأعراف: ٥٠].


= ٥/ ١٦ إلى عبد بن حميد.
(١) في ت ٢: "وحدثنا ابن جريج قال".
(٢) سقط من: ت ٢.
(٣) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٧ إلى المصنف وابن المنذر.
(٤) أخرجه الحسين بن داود سنيد - في تفسيره - كما في التخويف من النار لابن رجب ص ٢١٨.