للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ﴾ [غافر: ١٢]. قال: فيقولون: ما أَيِسْنا بعدُ. قال: ثم دعوا مرَّةً أُخرى، فيقولون: ﴿رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ﴾ [السجدة: ١٢]. قال: فيقولُ الربُّ : ﴿وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا﴾. يقولُ الربُّ: لو شئتُ لهديتُ الناسَ جميعًا، فلم يخَتلِفْ منهم أحدٌ، ﴿وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (١٣) فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا﴾. يقولُ: بما ترَكتم أنْ تعملُوا ليومِكم هذا، ﴿إِنَّا نَسِينَاكُمْ﴾ أي: تركناكم، ﴿وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ [السجدة: ١٣، ١٤]. قال: فيقولون: ما أَيِسنا بعدُ. قال: فيَدْعُون مرةً أخرى: ﴿رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ﴾. فيقولُ (١): ﴿أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (٤٤) وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ﴾ الآية [إبراهيم: ٤٤، ٤٥]. قال: فيقولون: ما أيِسنا بعدُ. [قال: فيدْعُون] (٢) مرَّةً أخرى: ﴿رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ﴾. قال: فيقولُ: ﴿أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ﴾ إلى ﴿نَصِيرٍ﴾ [فاطر: ٣٧]. ثم مكَث عنهم ما شاء اللهُ، ثم ناداهم: هو ﴿أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ﴾. فلما سمِعوا ذلك قالوا: الآن يرحمُنا. فقالوا عندَ ذلك: ﴿رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا﴾ أي: الكتابُ الذي كُتِبَ علينا، ﴿وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ (١٠٦) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا﴾ الآية. فقال عند ذلك: ﴿اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ﴾. قال: [ولا تتكلمونَ] (٣) فيها أبدًا. فانْقَطَع عند ذلك الدعاءُ والرجاءُ


(١) في م: "قال فيقال لهم".
(٢) في ص، ت ١، ف: "ثم قال"، وفى م: "ثم قالوا".
(٣) في م: "فلا يتكلمون".