للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قولَه: ﴿عُصْبَةٌ مِنْكُمْ﴾. قال: أصحابُ عائشةَ (١)، عبدُ اللَّهُ بنُ أبيِّ ابن سَلُولَ، ومِسْطَحٌ، وحَسّانُ (٢).

قال أبو جعفرٍ: له من اللَّهِ عذابٌ عظيمٌ يومَ القيامةِ.

وقد اختلَفت القرأةُ في قراءةِ قوله: ﴿كِبْرَهُ﴾؛ فقرَأت ذلك عامةُ قرأةِ الأمصارِ: ﴿كِبْرَهُ﴾ بكسرِ الكافِ، سوى حُميدٍ الأعرجِ، فإنه كان يقرؤُه: (كُبْرَهُ) (٣). بمعنى: والذي تحمَّل أكبَرَه.

وأولى القراءتين في ذلك بالصوابِ القراءةُ التي عليها عوامُّ القرأةِ، وهي كسرُ الكافِ؛ لإجماعِ الحجةِ من القرأةِ عليها، وأن "الكِبرَ" بالكسرِ، مصدرُ الكبيرِ من الأمورِ، وأن "الكُبْرَ" بضمِّ الكافِ، إنما هو من الولاءِ والنسبِ، من قولِهم: هو كُبْرُ (٤) قومِه. والكِبرُ في هذا الموضعِ هو ما وصَفنا من معظمِ الإثمِ والإفكِ. فإذ كان ذلك كذلك، فالكسرُ في كافِه هو الكلامُ الفصيحُ، دونَ ضمِّها، وإن كان لضمِّها وجةٌ مفهومٌ.


(١) سقط من: ص، ت ١، ت ٢، ت ٣، ف.
(٢) سقط من: ت ١، ت ٢، ت ٣، ف.
والأثر أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٥٤٥، والطبراني ٢٣/ ١٣٨ (١٨٣) من طريق ورقاء عن ابن أبي نجيح به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٣٣ إلى الفريابي وعبد بن حميد. وينظر ما تقدم في الصفحة السابقة.
(٣) وبها قرأ يعقوب - من العشرة - وأبو رجاء وسفيان الثورى ويزيد بن قطيب، وقرأ الباقون بكسرها. النشر في القراءات العشر ٢/ ٢٤٨.
(٤) بعده في ت ١: "في".