للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واللهِ لا أنزِعُها منه أبدًا (١)

حدَّثني عليٌّ، قال ثنا عبدُ اللهِ، قال: ثنى معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباسٍ قولَه: ﴿وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ﴾. يقول: لا تُقْسِموا أَلَّا تنفعوا أحدًا (٢).

حدَّثني محمد بن سعد، قال: ثنى أبي، قال: ثني عمِّي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن أبيه ابن عباسٍ قوله: ﴿وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ﴾ إلى آخرِ الآية. قال: كان ناسٌ مِن أصحابِ رسولِ اللهِ قد رَمَوْا عائشةَ بالقبيحِ، وأفشَوا ذلك، وتكلَّمُوا به، فأقسَم ناسٌ مِن أصحابِ رسولِ اللهِ ، فيهم أبو بكرٍ، ألا يتصدَّقَ على رجلٍ تكلَّم (٣) بشيءٍ مِن هذا ولا يصلَه، فقال: لا يُقْسِمُ أولو الفضلِ منكم والسعةِ أن يصِلوا أرحامَهم، وأن يُعطوهم مِن أموالِهم كالذي كانوا يفعلون قبلَ ذلك، فأمَر اللهُ أن يُغْفَرَ لهم، وأن يُعْفَى عنهم (٤).

حُدِّثتُ عن الحسينِ، قال: سمِعتُ أبا معاذٍ يقولُ: أخبَرنا عبيدٌ، قال: سمعتُ الضحاكَ يقولُ في قولِه: ﴿وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ﴾: لما أنزَل اللهُ تعالى ذِكرُه عذرَ عائشةَ مِن السماءِ، قال أبو بكرٍ وآخرون مِن المسلمين: والله لا نَصِلُ رجلًا منهم تَكَلَّم (٥) بشيءٍ من شأنِ عائشةَ، ولا ننفعُه. فأنزل اللهُ: ﴿وَلَا يَأْتَلِ


(١) تقدم تخريجه في ص ١٩٧، ٢٠٤، ٢٠٦.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٥٥٣ من طريق أبي صالح به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٣٤ إلى ابن المنذر.
(٣) في ص، ت ١، ت ٢: "يتكلم".
(٤) أخرجه الطبراني ٢٣/ ١٥٠ (٢٢٣) من طريق محمد بن سعد به. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٣٥ إلى ابن مردويه.
(٥) سقط من: ص، ت ٢، ف.