للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا ابن بشارٍ، قال: ثنا محمدُ بنُ جعفرٍ، قال: ثنا شعبةُ، عن أبي بشرٍ، عن سعيدِ بن جبيرٍ، عن ابن عباسٍ في هذه الآيةِ: ﴿لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا﴾. وقال: إنما هي خطأٌ مِن الكتَّابِ (١): (حتى تستأذنوا وتُسلِّموا) (٢).

حدَّثنا ابن المثنى، قال: ثنا وَهْبُ بنُ جريرٍ، قال: ثنا شعبةُ، عن أبي بشرٍ، عن سعيدِ بن جُبيرٍ بمثلِه، غيرَ أنَّه قال: إنما هي: (حتى تَستَأذنوا). ولكنها سقَطٌ مِن الكاتبِ.

حدَّثنا أبو كُريبٍ، قال: ثنا ابن عطيةَ، قال: ثنا معاذُ بنُ سليمانَ، عن جعفرِ بن إياسٍ، عن سعيدٍ، عن ابن عباسٍ: ﴿حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا﴾. قال: أخطأَ الكاتبُ. وكان ابن عباسٍ يقرأُ: (حتى تَسْتأْذِنُوا وَتُسَلِّمُوا). وكان يقرؤُها على قراءةِ أُبيِّ بن كعبٍ (٣).

حدَّثنا ابن بشارٍ، قال: ثنا أبو عامرٍ، قال: ثنا سفيانُ، عن الأعمشِ أنه كان يقرؤُها: (حتى تَسْتأذنوا وتُسَلِّمُوا). قال سفيانُ: وبلَغنى أنَّ ابن عباسٍ كان يقرؤُها: (حتى تَسْتَأْذِنُوا وَتُسَلَّمُوا). وقال: إنها خَطَأٌ مِن الكاتب (٤).


= وقال أبو حيان في البحر المحيط ٦/ ٤٤٥: ومن روى عن ابن عباس أن قوله: ﴿تَسْتَأْنِسُوا﴾ خطأ أووهم مِن الكاتب وأنه قرأ (حتى تستأذنوا) فهو طاعن في الإسلام ملحد في الدين، وابن عباس برئ مِن هذا القول … . وقال ابن كثير في تفسيره ٦/ ٣٨: وهذا غريب جدًّا عن ابن عباس.
(١) في م: "الكاتب".
(٢) ذكره ابن كثير في تفسيره ٦/ ٣٨ عن المصنف، وأخرجه البيهقى في الشعب (٨٨٠٤)، والضياء في المختارة ١٠/ ٩٠ (٨٦) مِن طريق شعبة به، وأخرجه الحاكم، ٢/ ٣٩٦، والبيهقي في الشعب (٨٨٠٣) مِن طريق شعبة، عن أبي بشر، عن مجاهد، عن ابن عباس بنحوه.
(٣) ذكره ابن كثير في تفسيره ٦/ ٣٨.
(٤) تفسير سفيان ص ٢٢٤ بنحوه مختصرًا.