للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كانوا في الجاهليةِ يُكْرِهون إماءَهم على الزنى؛ يَأْخُذون أجورهن، فقال اللهُ: لا تُكْرِهوهن على الزنى مِن أجلِ المنَالةِ في الدنيا، (ومَن يُكْرِهْهن فإن الله مِن بعدِ إكراهِهن غفورٌ رحيمٌ لهن). يعنى: إذا أُكْرِهْنَ (١).

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: ﴿وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ﴾. قال (٢): إماءَكم، ﴿عَلَى الْبِغَاءِ﴾: على الزنى. قال: عبدُ اللهِ بنُ أبيٍّ ابن سَلُولَ أمر أمةً له بالزنى، فجاءَته بدينارٍ أو ببُرْدٍ - شكٍّ أبو عاصمٍ - فأعْطَته، فقال: ارْجِعي فازني [على آخر] (٣). فقالت: واللهِ ما أنا براجعةٍ. واللهُ غفورٌ رحيمٌ للمُكْرَهات على الزنى. ففى هذا أُنْزِلَت هذه الآية.

حدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا وَرْقاءُ، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ بنحوه، إلا أنه قال في حديثِه: أمَر أمَةً له بالزنى، فزنَت، فجاءته ببُرْدٍ فأَعْطَتْه (٤). ولم يَشُكَّ.

حُدِّثْتُ عن الحسينِ، قال: سَمِعْتُ أبا مُعاذٍ يقولُ: أخبَرنا عبيدٌ، قال: سمِعْتُ الضحاكَ يقولُ في قولِه: ﴿وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ﴾. يقولُ: على الزنى، ﴿فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾. يقولُ: غفورٌ لهن؛ للمُكْرَهاتِ على الزنى.

حدَّثني يونُسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿وَمَنْ


(١) في ت ١، ت ٢: "أكرههن".
(٢) سقط من: م، ت ١، ف.
(٣) في م: "بآخر".
(٤) تفسير مجاهد ص ٤٩٢، ٤٩٣، ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٥٨٩، ٢٥٩١، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٤٧ إلى ابن أبي شيبة وابن المنذر.