للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا ابن المثنَّى، قال: ثنا محمدُ بنُ جعفرٍ، قال: أخبَرنا شعبةُ، عن منصورٍ، قال شعبةُ: وسألتُه عن هذه الآيةِ: ﴿فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾. قال: قال إبراهيم: إذا دخلتَ بيتًا ليس فيه أحدٌ فقُل: السلامُ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصالحين (١).

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: أخبَرني عمرُو بنُ الحارثِ، عن بُكَيرِ بن الأَشَجِّ، عن نافعٍ، أن عبدَ اللهِ كان إذا دخَل بيتًا ليس فيه أحدٌ، قال: السلامُ علينا وعلى عبادِ الله الصالحين (٢).

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا جريرٌ، قال: ثنا منصورٌ، عن إبراهيمَ: ﴿فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ﴾. قال: إذا دخلتَ بيتًا فيه يهودُ فقُل: السلامُ عليكم. وإن (٣) لم يَكُنْ فيه أحدٌ فقُل: السلامُ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصالحين.

وأولى الأقوالِ في ذلك بالصوابِ قولُ مَن قال: معناه: فإذا دخَلتُم بيوتًا مِن بيوتِ المسلمين فلْيُسَلِّمْ بعضُكم على بعضٍ.

وإنما قُلنا: ذلك أولى بالصوابِ؛ لأن الله جل ثناؤُه قال: ﴿فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا﴾. ولم يَخْصُصُ مِن ذلك بيتًا (٤) دونَ بيتٍ، وقال: ﴿فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ﴾. يعنى: بعضُكم على بعضٍ. فكان معلومًا إذ لم يَخُصَّ (٥) ذلك


(١) أخرجه البيهقي في الشعب (٨٨٣٨) من طريق شعبة به.
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة ٨/ ٦٤٨، والبخارى في الأدب المفرد (١٠٥٥) من طريق نافع به.
(٣) بعده في ت ٢: "ثم".
(٤) في ت ٢: "على بعض البيوت".
(٥) في م: "يخصص".