للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قولِ اللهِ في هذه الآيةِ: ﴿وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ﴾. فقال مكحولٌ: في يومِ الجمعةِ، وفى زَحْفٍ، وفي كلِّ أمرٍ جامعٍ قد أمَر ألا يذهبَ أحدٌ في يومِ جمعةٍ (١) حتى يستأذنَ الإمامَ، وكذلك في كلِّ أمرٍ (٢) جامعٍ. ألا تَرى أنه يقولُ: ﴿وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ﴾ (٣)؟

حدَّثني يعقوبُ، قال: ثنا ابن عُلَيَّةَ، قال: أخبَرنا هشامُ بنُ حسانَ، عن الحسنِ، قال: كان الرجلُ إذا كانت له حاجةٌ والإمامُ يخطُبُ، قام فأمسَك بأنْفِهِ، فأشارَ إليه الإمامُ أن يخرُجَ. قال: فكان رجلٌ قد أرادَ الرجوعَ إلى أهلِه، فقامَ إلى هَرِمِ ابن حَيَّانَ وهو يخطُبُ، فأخَذ بأنْفِه، فأشارَ إليه هَرِمٌ أن يذهبَ، فخرَج إلى أهلِه فأقامَ فيهم، ثم قَدِم. قال له هَرِمٌ: أين كنتَ؟ قال: في أهْلى. قال: أَبإذْنِ ذَهَبتَ؟ قال: نعم؛ قمتُ إليك وأنت تخطُبُ، فأخذتُ بأنْفى، فأَشَرْتَ إليَّ أنِ اذهَبْ، فذهَبتُ. فقال: أفاتَّخَذْتَ هذا دَغَلًا (٤)؟! أو كلمةً نحوَها. ثم قال: اللهمَّ أخِّرْ رجالَ السَّوْءِ إلى زمانِ السَّوْءِ.

حدَّثنا الحسنُ، قال: أخبَرنا عبدُ الرزاقِ، قال: أخبَرنا معمرٌ، عن الزهريِّ في قولِه: ﴿وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ﴾. قال: هو الجمعةُ، إذا كانوا معه لم يذهَبوا حتى يستأذِنوه (٥).


(١) في ت ٢: "الجمعة".
(٢) سقط من: ص، م، ت ١، ف.
(٣) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ٣/ ٢٤٢ وابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٦٥٣ (١٤٩١٨) من طريق ابن جريج، به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٦٠ إلى عبد بن حميد.
(٤) أي: أتخدع به الناس، والدغل: الفساد، وقيل هو من قولهم: أدخلت في هذا الأمر. إذا أدخلت فيه ما يخالفه ويفسده. النهاية ٢/ ١٢٣.
(٥) تفسير عبد الرزاق ٢/ ٦٦، ومصنفه ٣/ ٢٤٣.