للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا﴾. قال: مَحْبِسًا. وقولَه: ﴿وَحِجْرًا مَحْجُورًا﴾. قال: لا يختلِطُ البحرُ بالعذبِ (١).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ: ﴿وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا﴾. قال: حجازًا (٢) لا يراه أحدٌ، لا يختلِطُ العذبُ بالبحرِ (٣).

قال ابن جريجٍ: فلم أجِدْ بحرًا عذبًا إلَّا الأَنهَارَ العِذَابَ، فَإِنَّ دِجْلَةَ تَقَعُ في البحرِ، فأخبَرني الخبيرُ بها أنها تقعُ في البحرِ، فلا تمورُ فيه، بينَهما مِثلُ الخيطِ الأبيضِ، فإذا رجَعت لم ترجِعْ في طريقِها من البحرِ، والنِّيلُ يَصُبُّ في البحرِ (٤).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى أبو تُمَيْلَةَ، عن أبي حمزةَ، عن جابرٍ، عن مجاهدٍ: ﴿وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا﴾. قال: البرزخُ أنَّهما يلتقيانِ فلا يختلطانِ (٥). وقولَه: ﴿وَحِجْرًا مَحْجُورًا﴾ أي: لا تختلِطُ مُلُوحةُ هذا بعُذُوبةِ هذا، لا يَبْغِى أَحدُهما على الآخرِ (٦).

حدَّثني يعقوبُ بنُ إبراهيمَ، قال: ثنا ابن عُلَيَّةَ، عن أبي (٧) رجاءٍ، عن الحسنِ في قولِه: ﴿وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا﴾ قال: هذا اليَبْسُ (٨).


(١) تفسير مجاهد ص ٥٠٥، ٥٠٦، ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٧٠٨، ٢٧٠٩ مفرقًا، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٧٤ إلى عبد بن حميد.
(٢) في م: "حاجزًا".
(٣) في م: "في البحر".
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٧٠٩ من طريق حجاج به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٧٤ إلى ابن المنذر.
(٥) تفسير مجاهد ص ٥٠٥ من طريق جابر عن مجاهد.
(٦) تفسير مجاهد ص ٥٠٦ بلفظ: لا يختلط المر بالعذب.
(٧) سقط من النسخ، وهو إسناد دائر.
(٨) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٨/ ٢٧٠٨ من طريق ابن عطية، عن أبي رجاء به، والظاهر أن "ابن =