للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قوله: ﴿إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ﴾: يعنى بنى إسرائيلَ (١).

حدَّثني محمدُ بنُ عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِه: ﴿إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ﴾. قال: هم يومَئِذٍ ستُّمائةِ ألفٍ، ولا يُحصَى عددُ أصحابِ فرعونَ (٢).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جريجٍ قولَه ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ﴾. قال: أَوْحى اللهُ إلى موسى أن اجمَعْ بني إسرائيلَ؛ كلَّ أربعةِ أبياتٍ في بيتٍ، ثم اذبَحوا أولادَ الضأْنِ، فاضرِبوا بدمائها على الأبوابِ، فإني سآمُرُ الملائكةَ أَلَّا تَدْخُلَ بيتًا على بابِه دمٌ، وسآمُرُهم بقتلِ أبكارِ (٣) آلِ فرعونَ من أنفسِهم وأموالِهم، ثم اخبِزوا خُبزًا فَطيرًا، فإنه أسرعُ لكم، ثم أَسْرِ بعبادى، حتى تَنْتَهِىَ للبحرِ (٤)، فيَأْتِيَك أمرى. ففعَل، فلما أصبحوا قال فرعونَ: هذا عملُ موسى وقومِه، قتَلوا أبكارَنا (٥) من أنفسِنا وأموالِنا. فأرسَل في أثرِهم ألفَ ألفٍ، وخمسَمائةِ ألفٍ وخمسَمائِة ملِكٍ مُسَوَّرٍ، معَ كلِّ ملكٍ ألفُ رجلٍ، وخرَج فرعونُ في الكَرِشِ (٦) العُظْمَى، وقال: ﴿إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ﴾. قال: قطعةٌ. وكانوا ستَّمائةِ ألفٍ، مائتا ألفٍ منهم أبناءُ عشرين سنةً إلى أربعين (٧).


(١) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٤١٤.
(٢) تفسير مجاهد ص ٥١٠ من قول ابن أبي نجيحٍ، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٨٥ إلى الفريابي وعبد بن حميد.
(٣) في ت ١، ف: "الكفار"، وفى ت ٢: "أذكار".
(٤) في ص، ت ١، ف: "البحر"، وفى ت ٢: "إلى البحر".
(٥) في ت ١: "أولادنا".
(٦) الكرش: الجماعة من الناس، والبطانة والمدد، وكَرَش الرجل كَرَشا: إذا صار له جيش. ينظر التاج (ك ر ش).
(٧) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٤/ ٨٥ إلى المصنف وابن المنذر.