للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ما لهم بشيءٍ حاجةٌ، ثم قال: "اسْقِهم". فجئتُهم بذلك العُسِّ، فشرِبوا حتى رَوُوا منه جميعًا، ثم تكَلَّم رسولُ اللهِ ، فقال: "يا بني عبدِ المطلبِ، إني واللهِ لي ما أَعْلَمُ شابًّا في العربِ جاء قومَه بأفضلَ مما جئْتُكم به، إني قد جئْتكم بخيرِ الدنيا والآخرةِ، وقد أمرَنى الله أن أَدْعُوكم إليه، فأيُّكم يُؤَازِرُني على هذا الأمرِ، على أن يكونَ أخى وكذا وكذا؟ ". قال: فأحْجَم القومُ عنها جميعًا، وقلتُ، وإنى لأَحْدَثُهم سنًّا، وأَرْمَصُهم (١) عينًا، وأعْظَمُهم بطنًا، وأَحْمَشُهم (٢) ساقًا: أنا يا نبيَّ اللهِ أكونُ وزيرَك (٣). فأخَذ برقبتي، ثم قال: "إن هذا أخي وكذا وكذا، فاسْمَعوا له وأَطِيعوا". قال: فقام القومُ يَضْحَكون، ويقولون لأبي طالبٍ: قد أمَرَك أن تَسْمَعَ لابنِك وتُطِيعَ (٤).

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا سلمةُ، قال: ثني ابن إسحاقَ، عن عمرِو بن عبيدٍ، عن الحسنِ بن أبي الحسنِ، قال: لما نزَلَت هذه الآيةُ على رسولِ اللهِ : ﴿وَأَنْذِرْ


(١) في ص: "أرمضهم"، وفى ت ١: "أومصهم"، وفى ت ٢، ف: "أومضهم". وأرمصهم من الرمص، وهو البياض الذي تقطعه العين ويجتمع في زوايا الأجفان. النهاية ٢/ ٢٦٣.
(٢) في ص، م، ف: "أخمشهم". وفى ت ١، ت ٢: "أحمسهم". ورجل حمش الساقين. أي: دقيق الساقين. النهاية ١/ ٤٤٠.
(٣) بعده في ص، ت ٢: "عليه".
(٤) سيرة ابن إسحاق ص ١٢٦، وذكره الزيلعي في تخريج الكشاف ٢/ ٤٧٨، عن المصنف، وأخرجه الطحاوي في شرح المعانى ٣/ ٢٨٤، ٢٨٥، ٤/ ٣٨٧ مختصرًا، وأخرجه أبو نعيم في الدلائل (٣٣١) من طريق سلمة به، وأخرجه البيهقى في الدلائل ٢/ ١٧٨ - ١٨٠ من طريق أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عمن سمع عبد الله بن الحارث به. وقال أحمد بن عبد الجبار: بلغني أن ابن إسحاق إنما سمعه من عبد الغفار بن القاسم ابن مريم، عن المنهال بن عمرو عن عبد الله بن الحارث، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٨٢٦ من طريق عبد الله بن الحارث عن علي. وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٩٧ إلى ابن مردويه، وقال ابن كثير في تفسيره ٦/ ١٨٠: تفرد بهذا السياق عبد الغفار بن القاسم بن أبي مريم، وهو متروك كذاب شيعي، اتهمه على بن المدينى وغيره بوضع الحديث، وضعفه الأئمة .