للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: ﴿قَالَ يَاأَيُّهَا الْمَلأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (٣٨)(١).

وتأويل الكلامِ: قال سليمانُ لأشرافِ مَن حضره من جنده من الجنِّ والإنسِ: ﴿يَاأَيُّهَا الْمَلأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا﴾. يعنى سريرها.

كما حدثني محمد بن عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ قوله: ﴿أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرشِهَا﴾. قال: سريرٌ في أريكةٍ (٢).

حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاج، عن ابن جريجٍ، عن مجاهد، قال: عرشها: سرير في أريكة.

قال ابن جريج: سريرٌ من ذهب، قوائمه من جوهر ولؤلؤ.

حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن بعض أهل العلمِ، عن وهب بن منبه: ﴿أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرشِهَا﴾: بسريرها.

وقال ابن زيد في ذلك ما حدثني يونسُ، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيد في قوله: ﴿أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا﴾. قال: مجلسها (٣).

واختلف أهل العلم في السبب الذي من أجله خص سليمان مسألة الملأ من جنده إحضار عرش هذه المرأة من بين أملاكها قبل إسلامها؛ فقال بعضُهم: إنما فعَل ذلك لأنَّه أعجبه حين وصف له الهدهد صفته، وخشِى أن تُسْلِمَ فَيَحْرُمَ عليه مالها،


(١) أخرجه المصنف في تاريخه ١/ ٤٩٤، ٤٩٥ مطولا، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٨٨٣ من طريق سلمة، عن ابن إسحاق عن يزيد بن رومان قوله.
(٢) تفسير مجاهد ص ٥١٨ ومن طريقه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٨٨٣، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٠٨ إلى الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٨٦٦، ٢٨٦٧ من طريق أصبغ، عن ابن زيد، عن أبيه.