للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابن جُرَيجٍ قولَه: ﴿حَسِبَتْهُ لُجَّةً﴾. قال: بحرًا.

حدَّثنا عمرُو بنُ عليٍّ، قال: ثنا ابن سواءٍ (١)، قال: ثنا روحُ بنُ القاسمِ، عن عطاءِ بن السائب، عن مجاهدٍ في قوله: ﴿وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا﴾: فإذا هما شعراوان، فقال: ألا شيءَ يُذْهب هذا؟ قالوا: الموسَى. قال: لا، الموسَى له أثرٌ. فأمر بالنُّورَةِ فصنعت (٢).

حدَّثني أبو السائبِ، قال: ثنا حفصٌ، عن عمران بن سليمان، عن عكرمة وأبى صالحٍ، قالا: لما تزوَّج سليمانُ بِلقيس قالت له: لم تَمسَّنى حديدةٌ قطُّ. قال سليمانُ للشياطين: انظُروا ما يُذْهِبُ الشعرَ؟ قالوا: النُّورةُ. فكان أوّلَ من صنع النُّورة (٣).

وقوله: ﴿إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ﴾. يقولُ جلَّ ثناؤُه: قال سليمانُ لها: إن هذا ليس ببحرٍ، ﴿إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ [مِنْ قَوَارِيرَ﴾] (٤). يقول: إنما هو بناءٌ مبنيٌّ مُشيَّدٌ من قوارير.

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهلُ التأويل.


(١) في النسخ: "سوار"، والمثبت هو الصواب. ينظر تهذيب الكمال ٢٥/ ٣٢٨.
(٢) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٨٩٦ من طريق زائدة، عن عطاء بن السائب، عن مجاهد، عن ابن عباس.
(٣) ذكره ابن عساكر ٦٩/ ٧٨ عن عكرمة وحده، وذكره البغوي في تفسيره ٦/ ١٦٨، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١١٢ إلى ابن عساكر عن عكرمة وحده.
(٤) سقط من: ص، ت ٢.