للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مُدْبِرًا﴾: فارا منها، ﴿وَلَمْ يُعَقِّبْ﴾. يقولُ: ولم يَرْجِعْ على عَقِبَيهِ (١).

وقد ذكَرنا الروايةَ في ذلك، وما قالَه أهلُ التأويلِ، فيما مضَى (٢)، فكَرِهْنا إعادتَه، غير أنا نَذْكُرُ في ذلك بعضَ ما لم نذكُرْه هنالك.

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قَتادةَ: ﴿وَلَمْ يُعَقِّبْ﴾.

يقولُ: ﴿وَلَمْ يُعَقِّبْ﴾. أيَّ: لم يَلْتَفِتْ مِن الفَرَقِ (٣).

حدَّثنا موسى، قال: ثنا عمرٌو، قال: ثنا أسباطُ، عن السُّدِّيِّ: ﴿وَلَمْ يُعَقِّبْ﴾. يقولُ: لم يَنْتَظِرُ (٤).

وقولُه: ﴿يَامُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: فنُودِى موسى: يا موسى، أقِبلْ إليَّ ولا تَخَفْ مِن الذي تَهْرُبُ منه، ﴿إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ﴾ مِن أن يَضُرَّك، إنما هو (٥) عَصاك.

وقولُه: ﴿اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ﴾. يقولُ: أَدخِلْ يَدَك. وفيه لغتان: سَلَكْتُه وأَسْلَكْتُه ﴿فِي جَيْبِكَ﴾. يقولُ: في جَيْبِ قميصِك.

كما حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قَتادةَ: ﴿اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ﴾. أي: في جَيْبِ قميصك (٦).

وقد بَيَّنَّا فيما مضَى السببَ الذي مِن أجلِه أَمر أَن يُدْخِلَ يدَه في


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٩٧٥ من طريق يزيد به.
(٢) ينظر ما تقدم في ص ١٤، ١٥.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٨٤٨ من طريق يزيد به وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٢٨ إلى عبد بن حميد.
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٨٤٨ من طريق عمرو به، وتقدم أوله في ص ١٥٠.
(٥) في ت ١: "هي". وقوله: هو. عائد على قوله: الذي تهربه منه.
(٦) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٢٨ إلى عبد بن حميد.