للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: ثنا الحسينُ، قال: ثنى حجاجٌ، عن ابن جُرَيجٍ مثلَ ذلك.

وقولُه: ﴿وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: لم تشهدْ شيئًا ذلك يا محمدُ فتعلَمَه، ولكنا عرّفناكه، وأنزَلنا إليك، فاقتصَصنا ذلك كلَّه عليك في كتابِنا، وابتعثناك بما أنزلنا إليك من ذلك رسولًا إلى من ابتعثناك إليه من الخلقِ، رحمةً منا لك ولهم.

كما حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ: ﴿وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ﴾ ما قصَصنا عليك؛ ﴿لِتُنْذِرَ قَوْمًا﴾ الآية (١).

حدَّثنا القاسمُ، قال: ثنا الحسينُ، قال: ثني حجاجٌ، عن ابن جُرَيجٍ (٢): ﴿وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ﴾. قال: كان رحمةً مِن ربِّك النبوَّةُ.

وقولُه: ﴿لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ﴾. يقولُ تعالى ذكرُه: ولكنْ أرسلْناك بهذا الكتابِ وهذا الدينِ، لتنذرَ قومًا لم يأتِهم قبلَك نذيرٌ، وهم العربُ الذين بُعث إليهم رسولُ الله ، بعَثه الله إليهم رحمةً، لينذرَهم بأسَه على عبادتهم الأصنامَ، وإشراكِهم به الأوثانَ والأندادَ.

وقولُه: ﴿لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾. يقولُ: ليتذكَّروا فيَتَبَيَّنوا (٣) خطأَ ما هم عليه مقيمون، من كفرِهم بربِّهم، فيُنيبوا (٤) إلى الإقرارِ للهِ بالواحدانيةِ، وإفرادِه بالعبادةِ، دونَ كلِّ مِن سواه من الآلهةِ.


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٩/ ٢٩٨٤ من طريق يزيد به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٣٠ إلى عبد بن حميد.
(٢) بعده في م: "عن مجاهد".
(٣) سقط من: م.
(٤) سقط من: ص، ت ١، ت ٢.