للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غُلِبَتِ﴾ (١)، بضمِّ الغين؛ لإجماعِ الحجةِ من القرأةِ عليه. فإذ كان ذلك كذلك، فتأويلُ الكلامِ: غَلَبت فارسُ الرومَ، ﴿فِي أَدْنَى الْأَرْضِ﴾: من أرضِ الشامِ إلى أرضِ فارسَ، ﴿وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ﴾. يقولُ: والرومُ من بعدِ غلبةِ فارسَ إياهم ﴿سَيَغْلِبُونَ﴾ فارسَ، ﴿فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ﴾ من قبلِ غلَبَتِهِم فارسَ، ومن بعدِ غلَبَتِهم إياها، يقضى فى خلقِه ما يشاءُ، ويحكُمُ ما يريدُ، ويُظهِرُ مَن شاء منهم على مَن أحبَّ إظهارَه عليه، ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ﴾. يقولُ:: ويومَ يغلِبُ الرومُ فارسَ يفرحُ المؤمنون باللهِ ورسولِه بنصرِ الله إياهم على المشركين، ونُصْرةِ الرومِ على فارسَ، ﴿يَنْصُرُ﴾ اللهُ تعالى ذكرُه ﴿مَنْ يَشَاءُ﴾ من خلقِه على مَن يشاءُ، وهو نُصرةُ (٢) المؤمنين على المشركين ببدرٍ، ﴿وَهُوَ الْعَزِيزُ﴾. يقولُ: واللهُ الشديدُ فى انتقامِه من أعدائِه، لا يمنعُه من ذلك مانعٌ، ولا يَحولُ بينَه وبينَه حائلٌ، ﴿الرَّحِيمُ﴾ بمَن تاب من خلقِه وراجَع طاعتَه أن يعذبَه.

وبنحوِ الذى قلْنا في ذلك قال أهلُ التأويلِ.

ذكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنا ابن المثنَّى، قال: ثنا [محمدُ بنُ أسعدَ، أبو سعيدٍ التغلبيُّ، الذي يقالُ له أبو سعيدٍ] (٣)؛ من أهلِ طَرَسُوسَ (٤)، قال: ثنا أبو إسحاقَ الفزاريُّ، عن سفيانَ بنِ سعيدٍ


(١) بعده في م، ف: "الروم".
(٢) في ت ١: "نصر"، وفى ت ٢: "بنصرة".
(٣) في ص: "محمد بن سعيد أبو سعيد الثعلبى الذى يقال له أبو سعد"، وفى م، ف: "محمد بن سعيد أو سعيد الثعلبي الذى يقال له أبو سعد"، وفى ت ١: "محمد بن سعيد الثعلبي الذي يقال له أبو سعيد"، وفي ت ٢: "سعيد أبو سعيد الثعلبي الذي يقال له أبو سعيد"، ولعل الصواب ما أثبت، وينظر الجرح والتعديل ٧/ ٢٠٨، والثقات لابن حبان ٩/ ٦٨، وتهذيب الكمال ٢٤/ ٤٢٩.
(٤) طَرَسوس: مدينة بثغور الشام بين أنطاكية وحلب وبلاد الروم. معجم البلدان ٣/ ٥٢٦.