للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إلى أنه بمعنى: وفاضلٌ. وقولَ مَعْنٍ (١).

لَعَمْرُكَ ما أَدْرِى وَإِنِّي لَأَوْجَلُ … على أيِّنا تَعْدُو المَنِيَّةُ أَوَّلُ

إلى أنه بمعنى: وإني لوَجِلٌ. وقول الآخرِ (٢):

تَمَنَّى مُرَئُ القَيْسِ مَوْتى وإِنْ أُمُتْ … فتَلكَ سَبِيلٌ لستُ فيها بأَوْحَدِ

إلى أنه بمعنى: لستُ فيها بواحدٍ. وقول الفرزدق (٣):

إنَّ الَّذى سَمَكَ السَّمَاءَ بَنَى لَنا … بَيْتًا دَعائمُهُ أَعَزُّ وأَطْوَلُ

إلى أنه بمعنى: عزيزةٌ طويلةٌ. قالوا: ومنه قولُهم في الأذانِ: الله أكبرُ. بمعنى: الله كبيرٌ. وقالوا: إنْ قال قائلٌ: إنَّ اللَّهَ لا يُوصَفُ بهذا، وإنما يُوصَفُ به الخلقُ. فزعَم أنه: وهو أهون على الخلق - فإن الحجةَ عليه قولُ اللَّهِ: ﴿وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا﴾ [النساء: ٣٠]. وقوله: ﴿وَلَا يَئُوَدُهُ حِفْظُهُمَا﴾ [البقرة: ٢٥٥]: أي لا يُثْقِلُه حفظُهما.

وقولُه: ﴿وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى﴾. يقولُ: ولله المثل الأعلى في السماواتِ والأرض، وهو أنه لا إله إلا هو وحده لا شريك له، ليس كمثله شيء، فذلك المثلُ الأعلى، تعالى ربُّنا وتقدَّسَ.

وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل.

ذِكرُ مَن قال ذلك

حدَّثنى عليٌّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاويةُ، عن عليٍّ، عن ابن عباس


(١) ديوانه ص ٩٣.
(٢) تقدم في ١٦/ ١٦ وصدره هناك: تمنى رجال أن أموت.
(٣) ديوانه ص ٧١٤.