للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان يَأْخُذُ كل سفينةٍ غَصْبًا (١).

حدثني يعقوب، قال: قال أبو بشر، يعنى ابنَ عُلَيَّةَ، قال: سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي نجيح يقولُ في قوله: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ﴾.

قال: بقتل ابن آدم، والذي كان يَأْخُذُ كلَّ سفينة غصبًا.

حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا يزيد بن هارونَ، عن فُضَيْلِ بن مرزوق، عن عطيةَ: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ﴾. قال: قلتُ: هذا البرُّ، والبحرُ أي فسادٍ فيه؟ قال: فقال: إذا قل المطرُ، قلَّ الغَوْصُ (٢).

حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهدٍ في قوله: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرَّ﴾. قال: قتلُ ابن آدمَ أخاه، ﴿وَالْبَحْرِ﴾. قال: أخذُ الملِكِ السفنَ غَصْبًا (٣).

وأولى الأقوالِ في ذلك بالصوابِ أنَّ الله تعالى ذكرُه أَخبر أنَّ الفساد قد ظهَر في البرِّ والبحرِ. والبرُّ (٤) عند العرب (٥): الأرضُ القفارُ، والبحر بحران؛ بحرٌ مِلْحٌ، وبحرٌ عَذْبٌ، وهما جميعًا عندهم بحرٌ، ولم يَخْصُص جلَّ ثناؤه الخبرَ عن ظهورِ ذلك في بحر دون بحر، فذلك على ما وقع عليه اسم بحرٍ؛ عذبًا كان أو مِلْحًا. وإذا كان (٦) كذلك، دخل القرى التي على الأنهار والبحار.


(١) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ٩/ ٣٦٤ عن وكيع به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٥٦، ١٥٧ إلى الفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٢) في ت ١، ت ٢: "العوض". والأثر ذكره القرطبي في تفسيره ١٤/ ٤٠، وينظر تفسير البغوي ٦/ ٢٧٤.
(٣) تفسير مجاهد ص ٥٣٩.
(٤) سقط من: م.
(٥) بعده في م: "في".
(٦) بعده في م: "ذلك".