للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مَشافِرَ (١).

حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا أبي، عن أبي الأشهَبِ، عن خالدٍ الرَّبَعِيِّ، قال: كان لقمانُ عبدًا حبشيًّا نجَّارًا، فقال له مَوْلَاه: اذبَحْ لنا هذه الشاةَ. فذبَحها، قال: أخرِجْ أطيبَ مُضْغَتَين فيها. فأخرَج اللسانَ والقلْبَ، ثم مكَث ما شاء الله، ثم قال: اذبَحْ لنا هذه الشاةَ. فذبَحها، فقال: أخرِجْ أخبَثَ مُضْغَتَين فيها. فأخرَج اللسانَ والقلْبَ، فقال له مَوْلاه: أَمَرْتُك أن تُخْرِجَ أطيبَ مُضْعَتين فيها فأخرَجْتَهما، وأمرْتُك أن تُخرِجَ أَخبَثَ مُضْعَتين فيها فأخرَجْتَهما! فقال له لقمانُ: إنه ليس من شيءٍ أطيبَ منهما إذا طابا، ولا أخبَثَ منهما إذا خبُثا (٢).

حدَّثنا ابن حميدٍ، قال: ثنا الحكَمُ، قال: ثنا عمرُو بنُ قيسٍ، قال: كان لقمانُ عبدًا أسودَ، غليظَ الشفتَين، مُصفَّحَ القدمَينِ، فأتاه رجُلٌ وهو في مجلِسِ أُناسٍ يُحدِّثُهم، فقال له: ألسْتَ الذي كنتَ ترْعَى معى الغنمَ في مكانِ كذا وكذا؟ قال: نعَم. قال: فما بلَغ بك ما أرى؟ قال: صِدْقُ الحديثِ، والصَّمْتُ عما لا يَعْنِيني (٣).

حدَّثنا ابن وكيعٍ، قال: ثنا أبي، عن سفيانَ، عن رجلٍ، عن مجاهدٍ: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ﴾. قال: القرآنَ (٤).


(١) المِشْفَر والمَشفَر للبعير كالشفة للإنسان، وقد يقال: للإنسان مشافر، على الاستعارة. اللسان (ش ف ر). والأثر ذكره ابن كثير في تفسيره ٦/ ٣٣٦ عن الأوزاعى به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٦١ إلى المصنف.
(٢) ذكره ابن كثير في تفسيره ٦/ ٣٣٦ عن المصنف، وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ١٣/ ١٢٤، وأحمد في الزهد ص ٤٩، من طريق أبي الأشهب به.
(٣) ذكره ابن كثير في تفسيره ٦/ ٣٣٧ عن المصنف، وأخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (١١٦، ٦٧٥) من طريق أبي شهاب عن عمرو بن قيس.
(٤) ينظر تفسير مجاهد ص ٢٤٥.