للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مِيثَاقًا غَلِيظًا﴾. يقولُ: وأَخَذْنا مِن جميعِهم عهدًا مؤكَّدًا أن يُصَدِّقَ بعضُهم بعضًا.

كما حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ﴾. قال: وذُكِر لنا أن نبيَّ اللهِ كان يقولُ: "كنتُ أولَ الأنبياءِ في الخَلْقِ، وآخرَهم في البعثِ". ﴿وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا﴾: ميثاقٌ أخَذَه اللهُ على النبيين خصوصًا، أن يُصَدِّقَ بعضُهم بعضًا، وأن يَتْبَعَ بعضُهم بعضًا (١).

حدَّثنا محمدُ بنُ بشارٍ، قال: ثنا سليمانُ، قال: ثنا أبو هلالٍ، قال: كان قتادةَ إذا تلا هذه الآيةَ: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ﴾. قال: كان نبيُّ اللهِ في أوَّلِ النبيين في الخلقِ (٢).

حدَّثني محمدُ بن عمرٍو، قال: ثنا أبو عاصمٍ، قال: ثنا عيسى، وحدَّثني الحارثُ، قال: ثنا الحسنُ، قال: ثنا ورقاءُ، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قولِ اللهِ: ﴿مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ﴾. قال: في ظهرِ آدمَ (٣).


(١) عزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٨٤ إلى المصنف مقتصرا على ذكر المرفوع فقط. وعزاه في ٥/ ١٨٣ إلى المصنف وابن أبي حاتم مقتصرا على آخره. والمرفوع من الأثر أخرجه ابن سعد في الطبقات ١/ ١٤٩، وأبو نعيم في دلائل النبوة - كما في البداية والنهاية ٣/ ٥٣٥ - من طريق سعيد بن أبي عروبة به، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره - كما في تفسير ابن كثير ٦/ ٣٨٣ - وتمام في فوائده (١٣٩٩ - روض)، وأبو نعيم في دلائل النبوة (٢)، من طريق سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الحسن، عن أبي هريرة مرفوعا.
(٢) ذكره ابن كثير في تفسيره ٦/ ٣٨٣، وأخرجه ابن سعد في الطبقات ١/ ١٤٩ من طريق أبي هلال عن قتادة مرفوعا بنحوه.
(٣) تفسير مجاهد ص ٥٤٧، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٨٣ إلى الفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم.