للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حدَّثنا ابن حُمَيدٍ، قال: ثنا سَلَمةُ، عن ابن إسحاقَ، قال: ثني يزيدُ بنُ رُومانَ: ﴿وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا﴾. أي: قريشٌ وغَطَفانُ (١).

حدَّثني الحسينُ بنُ عليٍّ الصُّدَائيُّ، قال: ثنا شَبابَةُ، قال: ثنا ابن أبي ذئبٍ، عن سعيدِ بن أبي سعيدٍ المَقْبُرِي، عن عبدِ الرحمنِ بن أبي سعيدٍ الخُدرِيِّ، عن أبيه، قال: حُبِسْنا يومَ الخندقِ عن الصلاةِ، فلم نُصَلِّ الظهرَ ولا العصرَ ولا المغربَ ولا العشاءَ، حتى كان بعدَ العشاءِ بهَويٍّ (٢)، وكُفينا، وأنزَل الله: وأنزَل اللهُ: ﴿وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا﴾. فأمَر رسولُ اللهِ بلالًا، فأقامَ الصلاةَ، وصلَّى الظهرَ، فأحسنَ صلاتَها، كما كان يُصَلِّيها في وقتِها، ثم صَلَّى العصَر كذلك، ثم صلَّى المغربَ كذلك، ثم صلَّى العشاءَ كذلك، جعَل لكلِّ صلاةٍ إقامةً، وذلك قبلَ أن تنزلَ صلاة الخوفِ: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا﴾ (٣) [البقرة: ٢٣٩].

حدَّثني محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بن عبدِ الحكمِ، قال: ثنا ابن أبي فَدِيكٍ، قال: ثنا ابن أبي ذئبٍ، عن المَقْبُرِيِّ عن عبدِ الرحمنِ بن أبي سعيدٍ، [عن أبي سعيدٍ] (٤) الخُدريِّ، قال: حُبِسْنا يومَ الخندقِ. فذكَر نحوَه.

وقولُه: ﴿وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا﴾. يقولُ: وكان الله قويًّا على فعلِ ما يشاءُ فعلَه بخلقِه، فينصرُ مَن شاء منهم على مَن [يَشَاءُ، ويخذُلُ مِن] (٥) شاء أن يخذُلَه،


(١) سيرة ابن هشام ٢/ ٢٤٩.
(٢) الهَوِى: الساعة من الليل، الوسيط (هـ و ى).
(٣) أخرجه ابن أبي شيبة ٢/ ٧٠، والنسائي (٦٦٠)، والبيهقي في الدلائل ٣/ ٤٤٥ من طريق ابن أبي ذئب، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ١٩٢ إلى ابن المنذر وابن مردويه.
(٤) سقط من: ت ٢.
(٥) سقط من: م.