للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حتى يكونَ هو يرفعُ رأسَه إليها، ويُرْجِى مِن يشاءُ، حتى يكونَ هو يرفعُ رأسَه إليها، ومَن ابتَغَى مِمَّن هي عندَه وعزَل، فلا جناحَ عليه، ﴿ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ﴾ [الأحزاب: ٥١]. إذا عَلِمْنَ أنه مِن قَضائى عليهنَّ إيثارُ بعضهنَّ على بعضٍ - أدنى أن يَرْضَيْنَ؛ قال: ﴿وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ﴾ [الأحزاب: ٥١]: مِن ابتغَى أصابَه، ومَن عَزَل لم يُصِبْه، فخيَّرَهن بينَ أن يَرْضَينَ بهذا، أو يُفارِقَهنَّ، فاخْتَرنَ اللهُ ورسولَه، إلا امرأةً واحدةً (١) بدويةً ذهَبَتْ، وكان على ذلك، وقد شَرَط له هذا الشَّرْطَ، ما زال يعدِلُ بينَهنَّ حتى لَقِى الله (٢).

حدَّثنا أحمدُ بنُ عبدةَ الضَّبِّيُّ، قال: ثنا أبو عَوانةَ، عن عمرَ (٣) بن أبى (١) سَلَمةَ، عن أبيه، قال: قالت عائشةُ: لمَّا نزَل الخِيارُ، قال لي رسولُ اللهِ "إِنِّي أَرِيدُ أن أَذْكُرَ لكِ أَمْرًا، فَلا تَقْضِى فيه شيئًا (١) حتى تَسْتأمرِى أَبَوَيْكِ (٤) ". قالت: قلتُ: وما هو يا رسولَ اللَّهِ؟ [قال: فردَّه عليها، فقالت: ما هو يا رسولَ اللهِ] (٥) قالت (٦): فقرأ عليَّ (٧): ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا﴾ إلى آخرِ الآيةِ. قالت: فقلتُ (٨): بل نختارُ اللَّهَ ورسولَه؛ قالت (٩): ففرِح بذلك النبيُّ (١٠).


(١) سقط: ت ٢.
(٢) ينظر التبيان ٨/ ٣٠٢، ٣٠٣.
(٣) في ت ١: "عمرو".
(٤) في ت ٢: "أبوك".
(٥) سقط من: ت ١.
(٦) في م، ص، ت ٢: "قال".
(٧) في م، ص: "عليهن"، وفى ت ٢: "عليها".
(٨) في م، ت ٢: "قلت".
(٩) في م: "قلت".
(١٠) ذكره ابن كثير في تفسيره ٦/ ٤٠٢ عن المصنف، وأخرجه أحمد ٦/ ٧٧، ٧٨ من طريق أبي عوانة به.