للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا﴾ (١).

حدَّثني يحيى بنُ داودَ الواسطيُّ، قال: ثنا إسحاقُ بنُ يوسفَ الأزرقُ، عن سفيانَ، عن جابرٍ، عن عِكْرمةَ، عن أبي هريرةَ، عن النبيِّ : ﴿لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى﴾. قال: "قالُوا: هو آدَرُ. قال: فذهَب موسى يغتسلُ، فوضَع ثيابَه على حَجَرٍ، فمرَّ الحجرُ بثيابِه، فتَبِع موسى قفاه، فقال: ثيابي حجرُ. فمرَّ بمجلسِ بنى إسرائيلَ، فرَأَوه، فبرَّأه اللَّهِ مما قالوا، وكان عندَ اللَّهِ وجيهًا" (٢).

حدَّثني محمدُ بنُ سعدٍ، قال: ثنى أبي، قال: ثنى عمي، قال: ثنى أبي، عن أبيه، عن ابن عباسٍ: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى﴾ إلى: ﴿وَجِيهًا﴾. قال: كان أذَاهم موسى [أنهم قالوا: واللَّهِ ما يمنعُ موسى أن يضَعَ ثيابَه عندَنا إلا أنه آدَرُ. فَآذَى ذلك موسى] (٣)، فبينَما هو ذاتَ يومٍ يغتسلُ وثوبُه على صخرةٍ، فلما قضَى موسى غُسْلَه وذهَب إلى ثوبِه ليأخذَه، انطلقَت الصخرةُ تَسْعى بثوبِه، وانطلَق يَسْعى في أثَرِها، حتى مَرَّتْ على مجلسِ بني إسرائيلَ وهو يطلبُها، فلما رأَوْا موسى مُتَجردًا لا ثوبَ عليه، قالوا: واللهِ ما نَرى بموسى بأسًا، وإنه لبرئٌ مما كُنَّا نقولُ له. فقال اللَّهُ: ﴿فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا﴾ (٤).

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قولِه: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى﴾ الآية. قال: كان موسى رجلًا شديدَ


(١) أخرجه ابن أبي شيبة ١١/ ٥٣٣، ٥٣٤، والحاكم ٢/ ٤٢٢ من طريق أبى معاوية به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٢٣ إلى ابن المنذر وابن مردويه.
(٢) ذكره ابن حجر في الفتح ٦/ ٤٣٧، ٤٣٨ عن عكرمة عن أبي هريرة، وعزاه إلى ابن مردويه، وذكره ابن كثير ٦/ ٤٧٤ نقلًا عن المصنف، وعنده عامر الشعبي بدلًا من عكرمة.
(٣) سقط من: ت ٢.
(٤) ذكره ابن كثير في تفسيره ٦/ ٤٧٤، والقرطبي في تفسيره ١٤/ ٢٥٠.