للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فعُفِّىَ و (١) نُسِي، إذ هى حينئذٍ في كلتى حالتَيْها منسوخةٌ، والحُكْمُ الحادثُ المُبْدَلُ به الحكمُ الأولُ والمنقولُ إليه فرضُ العبادِ هو الناسخُ. يقالُ منه: نسَخ اللهُ حكمَ (٢) آيةِ كذا وكذا، يَنْسَخُه نَسْخًا، والنُّسخةُ الاسمُ.

وبمثلِ الذى قلنا في ذلك كان الحسنُ البصرىُّ يقولُ (٣).

حَدَّثَنَا سَوّارُ بنُ عبدِ اللهِ، قال: ثنا خالدٌ، قال: ثنا عوفٌ، عن الحسنِ أنه قال في قولِه: ﴿مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا (٤) نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا﴾ قال (٥): أُقْرِئَ قرآنًا ثم نُسِّيَه، فلم يكنْ شيئًا، ومن القرآنِ ما قد نُسِخ وأنتم تقرءُونه (٦).

اختلَف أهلُ التأويلِ في تأويلِ قولِه: ﴿مَا نَنْسَخْ﴾؛ فقال بعضُهم بما حَدَّثَنِي به موسى بنُ هارونَ، قال: ثنا عمرُو بنُ حمادٍ، قال: ثنا أسباطُ، عن السدىِّ: ﴿مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ﴾: أما نسخُها فقبضُها (٧).

وقال آخرون بما حَدَّثَنِي به المثنَّي، قال: حَدَّثَنَا عبدُ اللهِ بنُ صالحٍ، قال: حَدَّثَنِي معاويةُ بنُ صالحٍ، عن علىِّ بنِ أبى طلحةَ، عن ابنِ عباسٍ قولَه: ﴿مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ﴾. ما نُبَدِّل من آيةٍ (٨).


(١) في م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "أو".
(٢) سقط من: م، ت ١، ت ٢، ت ٣.
(٣) بعده في الأصل: "قال".
(٤) في ت ٢، ت ٣: "ننساها"، وغير منقوطة في الأصل. وقراءة الحسن: (تَنْسها). ينظر إتحاف فضلاء البشر ص ٨٨، وسيأتى ما في هذه الكلمة من قراءات.
(٥) بعده في م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "قال".
(٦) عزاه السيوطي فى الدر المنثور ١/ ١٠٥ إلى المصنّف.
(٧) أخرجه ابن أبى حاتم في تفسيره ١/ ٢٠٠ (١٠٥٧) عن أبى زرعة، عن عمرو به.
(٨) أخرجه أبو عبيد في ناسخه ص ٥، وابن أبى حاتم في تفسيره ١/ ٢٠١ (١٠٦٥)، والبيهقيُّ في الأسماء والصفات (٤٨٦) من طريق عبد الله بن صالح به. وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" ١/ ١٠٤ إلى ابن المنذر.