للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كهانتِهم، أنه إنما يُخَرِّبُ عليهم (١) سدَّهم ذلك فأرةٌ، فلم يَتْرُكوا فُرْجَةً بينَ حَجَرين، إلا رَبَطوا عندَها هِرَّةً، فلما جاء زمانُه، وما أراد اللهُ بهم من التغريقِ، أقبَلت فيما يَذْكرون فأرةٌ حمراءُ إلى هرةٍ من تلك الهررِ فساوَرتْها حتى استأخَرت عنها الهرةُ، فدخَلت في الفُرجةِ التي كانت عندَها، فتغَلْغَلت في السدِّ فحفَرت فيه، حتى وهَّنته للسيلِ وهم لا يَدْرون، فلما جاء السيلُ وجَد خللًا (٢)، فدخَل فيه حتى قلَع السدَّ، وفاض على الأموالِ، فاحتمَلها، فلم يُبْقِ منها إلا ما ذكَره اللهُ في كتابِه، فلما تفرَّقوا نزَلوا على كهانةِ عِمرانَ بن عامرٍ (٣).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال: لما [نزَل بالقومِ] (٤) أمرُ اللهِ، بعَث اللهُ عليهم جُرَذًا يُسَمَّى الخُلْدَ، فنَقَبَه من أسفلِه، حتى غرَّق اللهُ به جَنَّاتِهم، وخرَّب به أرضَهم؛ عقوبةً بأعمالِهم (٥).

حُدِّثتُ عن الحسينِ، قال: سمِعتُ أبا معاذٍ يقولُ: أخبَرنا عبيدُ بنُ سليمانَ، قال: سمِعتُ الضحاكَ يقولُ: لما طغَوا وبغَوا، يعنى سبأً، بعَث اللهُ عليهم جُرَذًا، فخرَّق عليهم السَّدَّ، فأغرَقهم (٦) اللهُ (٧).

حدَّثني يونسُ، قال: أخبَرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ: بعَث اللهُ عليهم (٨)


(١) في الأصل، ت ١: "عنهم".
(٢) في الأصل، ت ٢: "عللا"، وفي ت ١، ت ٣: "عدلا".
(٣) ذكره البغوي في تفسيره ٦/ ٣٩٤، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٣٢ إلى المصنف وابن أبي حاتم.
(٤) في م، ت ١، ت ٢، ت ٣: "ترك القوم".
(٥) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ١٢٨ عن معمر عن قتادة، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٣٣ إلى عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم.
(٦) في الأصل: "فأهلكهم".
(٧) ذكره ابن كثير في تفسيره ٦/ ٤٩٥، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٣٣ إلى المصنف وابن المنذر.
(٨) في م: "عليه".