للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: هم أصحابُ المَشْأَمةِ. ﴿وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ﴾. قال: هم أصحابُ المَيْمَنةِ. ﴿وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ﴾. قال: هم السابقون مِن الناسِ كلِّهم.

حدَّثنا الحسنُ (١) بنُ عرفةَ، قال: ثنا مروانُ بنُ معاويةَ، قال: قال عوفٌ، قال الحسنُ: أما الظالمُ لنفسِه فإنه هو المنافقُ، سقَط هذا، وأما المقتصدُ والسابقُ بالخيراتِ فهما صاحبا الجنةِ (٢).

حدَّثني يعقوبُ، قال: ثنا ابن عُلَيَّةَ، عن عوفٍ، قال: قال الحسنُ: الظالمُ لنفسِه المنافقُ (٣).

حدَّثنا بشرٌ، قال: ثنا يزيدُ، قال: ثنا سعيدٌ، عن قتادةَ قولَه: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا﴾: شهادةَ أن لا إلهَ إلا اللهُ، ﴿فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ﴾: هذا المنافقُ - في قولِ قتادةَ والحسنِ - ﴿وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ﴾. قال: هذا صاحبُ اليمينِ، ﴿وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ﴾. قال: هذا المُقَرَّبُ. قال قتادةُ: كان الناسُ ثلاثةَ منازلَ في الدنيا، وثلاثةَ منازلَ عندَ الموتِ، وثلاثةَ منازلَ في الآخرةِ، أما الدنيا، فكانوا: مؤمنٌ، ومنافقٌ، ومشركٌ، وأما عندَ الموتِ، فإن الله قال: ﴿فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (٨٩) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (٩٠) فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (٩١) وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (٩٢) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (٩٣) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ﴾ [الواقعة: ٨٨ - ٩٤]. وأما في الآخرة فكانوا أزواجًا ثلاثة، ﴿فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (٨)


(١) في الأصل: "الحسين"، وينظر تهذيب الكمال ٦/ ٢٠١.
(٢) أخرجه البيهقى في البعث (٧٥) من طريق مروان بن معاوية به، وأخرجه في (٧٦) من طريق عوف به، وعزاه السيوطي في الدر المنثور ٥/ ٢٥٢ إلى عبد بن حميد.
(٣) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ٢/ ١٣٥ عن معمر عن الحسن.